جدول المحتويات
| دور القصد في قبول الأعمال |
| معنى القصد في اللغة والفقه |
| مكان القصد وحكم إظهاره |
| المراجع |
دور القصد في قبول الأعمال
يُعدّ القصد ركيزةً أساسيةً في الإسلام، فهو الذي يميز العمل الصالح عن غيره. فقد قال النبي ﷺ: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى). [١] فبناءً على هذا الحديث الشريف، يتضح جلياً أن صلاحية أي عمل مرتبطةٌ بشكلٍ مباشرٍ بنية الفاعل. فإن كانت النية سليمةً، كان العمل صالحاً، وإن كانت فاسدةً، فسد العمل. وهذا يوضح الفرق الجوهري بين العادة والعبادة. فجلوس الشخص في المسجد قد يكون عادةً إن كان قصده الراحة، ولكنه يُصبح عبادةً إن كان قصده الاعتكاف. كذلك، الغسل قد يكون عبادةً إذا كان بقصد الطهارة للصلاة، أو عادةً إذا كان بقصد النظافة الشخصية فقط. هذا التمييز بالنية يمتدّ أيضاً إلى العبادات المختلفة، فصلاة ركعتين قد تكون فرض ظهر، أو سنة، والنية وحدها تحدد ذلك. كذلك الصيام، قد يكون فرضاً أو نافلةً، ويحدد القصد نوعه.
معنى القصد في اللغة والفقه
في اللغة العربية، يُشير مصطلح “النية” إلى القصد والعزم على شيءٍ ما. يقال: نوى القوم منزلاً، أي قصدوه. ويقال: نوى الأمر، أي عزم عليه. أما في الاصطلاح الفقهي، فقد عرّف الفقهاء النية بتعريفاتٍ متعددة. فقد عرّفها ابن عابدين الحنفي بأنها قصد الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالفعل. بينما عرّفها المالكية بأنها القصد الصادر من المكلف في الشيء المأمور به. وعرّفها ابن النووي الشافعي بأنها العزم في القلب على أداء الفرض أو غيره. وأخيراً، عرّفها البهوتي الحنبلي بأنها عزم القلب على أداء العبادة طلباً للتقرب من الله تعالى. [٣]
مكان القصد وحكم إظهاره
القصد يكون في القلب فقط، ولا يُشرع للمسلم إظهاره باللفظ. فلم يرد عن النبي ﷺ مشروعية التلفظ بالنية، ولم يرد ذلك عن الصحابة رضوان الله عليهم. بل، من المستحبّ إخفاء النية. [٤]
