تعريف العمل وأبعاده
يمكن فهم العمل على أنه سلسلة من الأنشطة والمهام المتكاملة التي يقوم بها الفرد، ويشمل الالتزامات والمسؤوليات التي تقع على عاتقه في إطار وظيفته، والتي يجب عليه إنجازها مقابل الحصول على مقابل مادي. يتسع هذا المفهوم ليشمل الجوانب المادية والاجتماعية المحيطة ببيئة العمل. من الضروري تحديد مسميات وظيفية واضحة لكل فرد، مثل المدير، والمشرف، والمهندس، وغيرها، ويحصل العاملون على تقدير وتحفيز إضافي عند تقديم أداء متميز.
نظرة الإسلام إلى العمل
العمل يشكل ركيزة أساسية للحياة وضرورة من ضرورياتها. لقد فتح الله سبحانه وتعالى أبواب الرزق المتنوعة للإنسان. وقد رفع الإسلام من مكانة العمل والعاملين، وحث على السعي لكسب الرزق الحلال. وردت العديد من النصوص الشرعية التي تربط بين العمل والعبادة، مؤكدة على أهميته القصوى. والعمل، مهما بدا بسيطا في نظر البعض، يبقى أشرف وأسمى من التسول وطلب الحاجة من الآخرين. فالعمل هو عز وكرامة يهبها الله لمن يمارسه، بينما يعتبر الكسل والتقاعس سلوكا مذموما. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
“مكسبة فيها دناءة خير من سؤال الناس، وإنّي لأرى الرجل فيعجبني شكله، فإذ سألت عنه فقيل لي: لا عمل له، سقط من عيني.”
هذا القول يوضح قيمة العمل بغض النظر عن نوعه وأهمية السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
انعكاسات العمل على الفرد والمجتمع
للعمل الجاد آثار إيجابية متعددة على الفرد والمجتمع، ومن أبرزها:
- النجاح: يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمل والاجتهاد. فالشخص الكسول والمتعطل عن العمل لا يستطيع تحقيق أهدافه وطموحاته. قوانين الحياة لا تميز بين المؤمن والكافر في الجزاء على العمل، فمن يعمل بجد يكافأ على جهده، ومن يتقاعس يخسر هذا الأجر. لذلك، من الضروري المبادرة والاجتهاد في العمل.
-
حفظ الهيبة: يحظى العامل، بغض النظر عن طبيعة عمله، باحترام وتقدير المجتمع. وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لنقل الصخر من تلك الجبال
أخفّ عليّ من منن الرجال
يقول الناس: كسب فيه عارف
قلت: العار في ذلّ السؤالهذا البيت الشعري يلخص قيمة العمل مهما كان شاقا بالمقارنة مع ذل السؤال والحاجة.
- قوة الأمة: الأمة العاملة هي أمة قوية ومهيبة بين الأمم، بينما الأمة المستهلكة تظل ضعيفة وعرضة للخطر. فالاعتماد على الذات والإنتاجية هما أساس قوة الأمة.
