أهمية العمل في حياة الإنسان

العمل: جوهر الوجود

العمل يشكل دعامة أساسية في مسيرة الإنسان، وهو عبارة عن مجموعة من المسؤوليات والمهام التي تستلزم الالتزام بمعايير محددة تتناسب مع أهميتها ونوعيتها. إنه الوسيلة التي تمكن الفرد من السعي في هذه الحياة وتلبية احتياجاته ورغباته المتجددة باستمرار. وتجدر الإشارة إلى وجود مفاهيم وثيقة الصلة بمفهوم العمل، والتي قد تستخدم أحيانًا كمرادفات له، مثل المهنة أو الحرفة أو الصنعة أو الوظيفة.

منافع جمة للعمل

يُعد العمل ذا أهمية بالغة في حياة الإنسان، فهو يعتبر الدافع الرئيسي لنهضة الأمم وتقدمها. يكتسب الإنسان من خلاله الأجر والثواب إذا صلحت نيته، ويسهم أيضًا في الحفاظ على كرامة الإنسان وعزته؛ فالعمل يغني صاحبه عن الحاجة والسؤال، ويعزز تحقيق الذات والرضا عن النفس، مما يمنحه شعورًا بقيمة الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يدفع العمل الإنسان نحو تحقيق أهدافه وطموحاته، وتنمية مهاراته الاجتماعية، وتعزيز قيم المشاركة والتعاون مع الآخرين.

صفات العمل وخصائصه

يتميز العمل بمجموعة من الخصائص، فهو نشاط واعٍ وإرادي؛ فمن خلال العمل يتمكن الفرد من تطوير نفسه وتغيير واقعه، ويمكنه اختيار وتحديد مجال العمل الذي يفضله، والمقارنة بين الجهد الذي سيبذله والعائد المالي الناتج عن هذا الجهد.

كما أن العمل يتطلب بذل الجهد والوقت، وهو مصدر للمتعة والسعادة؛ فالإنسان حين يعمل في المجال الذي يحبه ويميل إليه، يشعر بالسعادة والرضا عند تحقيق الإنجاز والنجاح، ويدفعه ذلك إلى تطوير مهاراته وخبراته في مختلف المجالات.

قيم العمل النبيلة

من أهم قيم العمل الالتزام بمواعيد الحضور، حيث يؤثر التزام الفرد وانضباطه في مواعيد العمل بشكل كبير في نجاحه وتطور المؤسسة. وعلى العكس من ذلك، فإن التأخير والغياب عن العمل يؤدي إلى ضعف الأداء وعدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات والمهارات. وللحفاظ على الحضور المنضبط، يمكن اللجوء إلى بعض الأساليب، مثل استخدام المنبه، وتنظيم وسيلة المواصلات، ومعرفة جدول الأعمال، والنوم بشكل كافٍ.

ومن أهم أخلاقيات العمل التحلي بمجموعة من الصفات، كالأمانة والوفاء والمبادرة والمسؤولية والمقدرة على ضبط النفس، بالإضافة إلى العمل بروح الفريق والاهتمام بالمظهر الخارجي، والعمل على زيادة الإنتاجية، والحرص على المهنية في العمل بحيث لا يدخل حياته الشخصية في العمل.

كذلك ينبغي الحرص على أسرار الشركة أو الجهة التي يعمل بها، وعدم تسريبها لأي جهة كانت، لأنها تعتبر من خصوصيات الشركة ولا يحق لأحد التصرف بها.

التعويض المالي عن العمل

يمكن تعريف التعويض المالي عن العمل، أو ما يعرف بالراتب بأنه: “التعويض الذي يحصل عليه العامل مقابل ما يمارس من نشاط مهني مشروع تحت تصرف الغير، وقيامه بهذا النشاط لحساب الغير، أو لمن يعمل لصالحه، بأمره، وتوجيهه، أو هو التعويض المادي لعمل الإنسان”؛ فالراتب يمثل التعويض المادي عما يبذله الإنسان من جهد بدني أو ذهني أو كليهما معًا، في سبيل تحقيق أهداف محددة.