جدول المحتويات |
---|
أهمية الحمد والثناء على الله
إنّ الحمد والثناء على الله -عز وجل- هما جوهر الشكر، ويتجسد ذلك من خلال ذكر محاسن الله، ونعمه، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، مع الإخلاص والتضرع والخشوع والمحبة الصادقة. المحبة هي أساس هذا الثناء، فبدونها يصبح مجرد كلام خالٍ من الروح، ولا يُرضي الله -تعالى-، ولا يجلب أي منفعة في الآخرة. إنّ الحمد يتضمن اعتراف العبد بصفات الكمال والجلال لله، وأنه هو المتفضل المنعم على عباده الذين هم في أمس الحاجة إلى هدايته وعونه.
فالحمد والثناء من أزكى الكلام وأفضله في جميع الأحوال، سواءً في أوقات الرخاء أو الشدة. يجب أن يكون الحمد بالقلب واللسان والجوارح معاً، فالله وحده هو المستحق للحمد المطلق، فهو الخالق المدبر الرازق. هو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فلا يقدر ولا يختار ولا يحكم إلا بما فيه الخير المطلق، دون أي نقص أو عيب. لذلك، شرع لنا حمد الله في كل وقت وحين، ويتأكد ذلك في مناسبات عديدة، مثل:
- عند تناول الطعام والشراب.
- عند النوم والاستيقاظ.
- في صلاة التهجد.
- وغيرها من الأحوال التي تستوجب الشكر والثناء.
استحباب الثناء قبل الدعاء
يقصد بالثناء على الله -تبارك وتعالى- قبل التوجه بالدعاء أن يبدأ العبد بحمد الله وشكره، وأن يذكر شيئاً من أسمائه الحسنى وصفاته العلى، مع الإقرار بالضعف والحاجة والافتقار إليه. فالله -جل جلاله- يحب من عبده أن يتذلل له، وأن يعترف بالنعم التي أنعم بها عليه وعلى سائر العباد. وهذا من الأسباب التي تجعل الدعاء أقرب إلى الإجابة، مع الحرص على الإخلاص والصدق في الثناء والدعاء. فالدعاء عبادة، والثناء عليه هو وسيلة للتقرب اليه.
فعندما يثني العبد على ربه، فإنه يعبر عن عظيم محبته وإجلاله له، وهذا يزيد من خشوعه وتضرعه، ويجعله أكثر استحقاقاً لإجابة دعائه. إن التذلل لله -عز وجل- والاعتراف بنعمه هو من شيم عباده الصالحين، وهو دليل على صدق إيمانهم وإخلاصهم له.
ثناء الله عز وجل على ذاته
لقد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على نفسه في آيات كثيرة من القرآن الكريم، وذلك لتعليم عباده كيفية الثناء عليه، وليستمر الثناء عليه بتلاوة هذه الآيات. ومن الأمثلة على ذلك سورة الفاتحة، التي نقرأها في كل ركعة من ركعات الصلاة. في هذه السورة، يصف الله -عز وجل- نفسه بأجمل الصفات، ويعلمنا كيف نحمده ونثني عليه.
قال تعالى في سورة الفاتحة:
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}
هذه الآيات تعلمنا أن نبدأ بحمد الله والثناء عليه، والإقرار بربوبيته وعظمته ورحمته، قبل أن نسأله حاجاتنا. وهذا هو الأدب الذي يجب أن نتحلى به عند التوجه إلى الله بالدعاء.
المراجع
- موقع صيد الفوائد – “حمد الله تعالى”
- موقع الإسلام سؤال وجواب – “كيف يكون تمجيد الله والثناء عليه قبل الدعاء”
- شبكة الألوكة – “ثناء الله تعالى على نفسه (1)”