فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أهمية التوحيد في الإسلام | الجزء الأول |
توحيد الألوهية: أساس الإيمان الراسخ | الجزء الثاني |
رسالة الأنبياء: دعوة إلى التوحيد | الجزء الثالث |
غاية الخلق: عبادة الله وحده | الجزء الرابع |
أول واجب على المسلم: إخلاص التوحيد | الجزء الخامس |
الفرق الجوهري بين الموحدين والمشركين | الجزء السادس |
التوحيد: ضمانة النجاة يوم القيامة | الجزء السابع |
أهمية التوحيد في الإسلام
يُعرف التوحيد في الإسلام بتوحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وهذا التقسيم يُسهل فهمه، خاصة للمبتدئين، فالمسلم الموحّد يلتزم بهذه الأنواع الثلاثة. لكن، حتى لو لم يكن الشخص على دراية بهذا التقسيم، فإن توحيده الصحيح يُغني عن معرفة التفاصيل.
توحيد الألوهية: أساس الإيمان الراسخ
يُعتبر توحيد الألوهية جوهر التوحيد. فمن آمن بتوحيد الألوهية، آمن تلقائياً بأنواع التوحيد الأخرى. فهو يعني الإيمان بأن الله وحده هو الرب، الرازق، المحيي، المميت. وهذا هو مفهوم توحيد الربوبية. كما يعني الإيمان بأن لله وحده الأسماء الحسنى والصفات العلى. وذلك هو مفهوم توحيد الأسماء والصفات. إلا أن توجيه العبادة والطاعة لله وحده هو جوهر توحيد الألوهية.
قد يُقرّ شخص بأن الله هو الرازق، لكنه يُشرك معه آلهة أخرى في الشكر، مثل النجوم مثلاً، مُعتقداً أنها هي من رزقته. لذلك، كانت شهادة التوحيد التي تُدخل المرء في الإسلام هي “لا إله إلا الله”، وليس “لا رب إلا الله”، لأن إفراد الله بالألوهية هو الهدف الأساسي.
رسالة الأنبياء: دعوة إلى التوحيد
بعث الله أنبياءه لدعوة الناس لعبادته وحده، وترك عبادة الأصنام والآلهة الأخرى. وتتجلى هذه الدعوة في العديد من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [٢] وقوله تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [٣] وقوله تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [٣] وقوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [٤]
تُركز دعوة الأنبياء على توحيد الألوهية، وكانت الخلافات بينهم وبين أقوامهم تدور حول هذه النقطة تحديداً: طلب الرسل من أقوامهم توجيه العبادات لله وحده، بينما أقوامهم كانوا يُشركون مع الله آلهة أخرى. وقد حذر الله من عبادة ما لا ينفع ولا يضرّ، قائلاً تعالى: ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا﴾ [٦]
غاية الخلق: عبادة الله وحده
يُسمّى توحيد الألوهية بتوحيد العبادة، وهي فعل المكلّف. وقد أراد الله من الإنسان أن يتوجه إليه وحده في عبادته، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [٨] وقد فسّر الإمام الماتريدي هذه الآية بأنها تعني توحيد الله، أي أن خلق الجن والإنس كان لغاية توحيد الله بتوجيه العبادات له وحده.
أول واجب على المسلم: إخلاص التوحيد
يُعتبر توحيد الله في ألوهيته أول واجب على المكلف للدخول في الإسلام. فكيف يدخل الإسلام من كان يُشرك مع الله إلهاً آخر؟ لذلك قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن داعياً: ﴿إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ﴾ [١٢] فكان أول ما يجب على العبد هو عبادة الله وحده.
الفرق الجوهري بين الموحدين والمشركين
يُعتبر توحيد الألوهية من أبرز الفروقات بين الموحدين والمشركين. فقد بين القرآن الكريم أن المشركين كانوا يُقرّون بأن الله هو رب الكون، لكنهم كانوا يُشركون معه آلهة أخرى في العبادة. قال تعالى: ﴿قُلْ لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ*قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ [١٣] ونلاحظ هنا أنهم كانوا يُقرون بأن الله هو رب السماوات والأرض، لكن سبب كفرهم كان صرف عباداتهم لغير الله.
قال تعالى: ﴿أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [١٤] وهذا يلخص حالهم: يُوحّدون الله رباً، لكنهم يرفضون عبادة الله وحده. لذلك قال لهم سيدنا إبراهيم: ﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلاَ يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ [١٥]
التوحيد: ضمانة النجاة يوم القيامة
يُعتبر توحيد الألوهية ضمانة النجاة يوم القيامة. فمن التزم به، استحقّ النجاة، ومن فرّط به، فرّط بباقي أنواع التوحيد. فمن التزم بأصل التوحيد، استحقّ الجنة، حتى وإن عُذّب بالنار، فإنّ مآله إلى الجنة بإذن الله. وقوله تعالى: ﴿لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَىٰ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾ [١٧] فمن عبد غير الله يذهب إلى ما كان يعبد ليُنجيه، بينما من قصد الله وحده بالعبادة، يلجأ إلى الله لينجيه من أهوال يوم القيامة.
المراجع: (المرجعيات ستُضاف هنا)