أهمية الأحكام الشرعية في حياة المسلم

تعريف الأحكام الشرعية وأهميتها، أقسامها، وشروط التكليف بها، مع الاستشهاد بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ما هي الأحكام الشرعية؟

تُعرّف الأحكام الشرعية لغوياً بالقضاء والمنع، أما اصطلاحاً فهي توجيهات الله تعالى المتعلقة بأفعال المكلفين، سواءً بالأمر أو النهي أو الإباحة. وتشمل هذه التوجيهات ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. والمكلف هو كل مسلم بالغ عاقل. وتشمل الأحكام الشرعية الواجبات، المحرمات، المكروهات، المستحبات، والمباحات، بالإضافة إلى شروطها، أسبابها، موانعها، مفسداتها، ورخصها، وعزائمها.

أهمية فهم الأحكام الشرعية

خلق الله تعالى البشر ووضع لهم أحكاماً وقوانين تنظم حياتهم وتُكملها، وهذا من رحمته وحكمته وإحسانه لعباده. فهذه الأحكام تشمل جميع جوانب الحياة، من تنظيم سلوك الفرد في المجتمع إلى تنظيم علاقاته مع ربه. ولم يترك الله تعالى عباده مشُتّتين بلا هُدى، بل بعث إليهم الرسل والأنبياء لبيان أحكامه وتوجيههم إلى الصراط المستقيم.

يُعدّ فهم الأحكام الشرعية أمراً بالغ الأهمية للمسلم؛ لأنه يُضيء له طريق العبادة الصحيحة، ويصحح عمله، ويُجنبه الوقوع في الخطأ أو الجهل. فمن خلال فهمه لهذه الأحكام، يُمكنه أن يعرف كيف يتطهر، وكيف يصلي، وكيف يصوم، وكيف يُؤدي الزكاة والحج، وغير ذلك من العبادات والمعاملات.

حثّ الشرع الحنيف على طلب العلم ومدح الفقه في الدين، ورفع من منزلة أهل العلم، فقال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]، وأمر الله تعالى عباده أن يسألوا أهل العلم إذا استعصى عليهم شيءٌ ما، فقال: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43]. وجاء في الحديث الشريف: “مَن يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”[صحيح البخاري]، وروي أيضاً: “لَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ”.

تصنيف الأحكام الشرعية

تنقسم الأحكام الشرعية إلى سبعة أقسام: خمسة منها تكليفية، وقسمين وضعيين. وتشمل الأحكام التكليفية:

  • الواجب: ما يُثاب على فعله، ويُعاقب على تركه. وهو أنواع: عيني وكفائي، ومطلق ومقيّد، ومقدَّر وغير مُقَدَّر، ومعين وغير معين.
  • المندوب: ما يُثاب على فعله، ولا يُعاقب على تركه.
  • المباح: ما لا يُثاب على فعله، ولا يُعاقب على تركه.
  • المحظور (الحرام): ما يُعاقب على فعله، ويُثاب على تركه.
  • المكروه: ما يُثاب على تركه، ولا يُعاقب على فعله.

أما الأحكام الوضعية، فتتعلق بالصحيح والباطل:

  • الصحيح: ما وافق الشرع مما يقع على وجهين: أحدهما موافق، والآخر مخالف.
  • الباطل: ما خالف الشرع مما يقع على وجهين: أحدهما موافق، والآخر مخالف.

شروط التكليف بالعبادات

لكي يُكلّف الإنسان بالأحكام الشرعية، مثل وجوب الصلاة مثلاً، يجب توفر عدة شروط، وهي:

  • الإسلام: فهو شرط أساسي، فلا يُكلّف غير المسلم.
  • العقل: القدرة على التمييز بين الخير والشر، وهو ما ميز الله تعالى به الإنسان.
  • البلوغ: الوصول إلى سنّ معيّن يُحدد فيه التكليف.
  • حرية التصرف: عدم الإكراه أو الإجبار، فالتكليف يجب أن يكون باختيار الإنسان الحر.

المصادر

(المصادر هنا ستكون مُرفقة بالتفاصيل الكاملة للمراجع المستعملة في كتابة المقال، مع الاهتمام بذكر صفحات الكتب المُستشهد بها والمواقع الإلكترونية بالتواريخ الدقيقة).

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أهمية التعليم: ركيزة التقدم والازدهار

المقال التالي

أهمية الحكومة الرقمية: تحسين الخدمات و تعزيز الكفاءة

مقالات مشابهة