مقدمة عن حساسية الأنف
تُعرف حساسية الأنف طبياً باسم التهاب الأنف التحسسي، وهي حالة شائعة تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لنزلات البرد، مثل سيلان الأنف، وانسداد الأنف، وحكة في العيون، والعطس، والشعور بضغط في الجيوب الأنفية. تحدث حساسية الأنف نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع مواد غير ضارة موجودة في البيئة، مما يؤدي إلى التهاب الغشاء المخاطي المبطن للأنف. يمكن أن تسبب الحساسية إزعاجًا كبيرًا وتؤثر على الأنشطة اليومية والنوم، وقد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى.
قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82]
تصنيفات حساسية الأنف
عندما يتعرض شخص ما لمادة معينة، يقوم الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص برد فعل مبالغ فيه تجاه هذه المواد، على الرغم من أنها غير ضارة لمعظم الناس. يمكن تصنيف حساسية الأنف إلى نوعين رئيسيين: الحساسية الدائمة والحساسية الموسمية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء”. رواه البخاري.
الحساسية الدائمة: خصائصها ومسبباتها
يعاني الأشخاص المصابون بالحساسية الدائمة من الأعراض طوال العام. تشمل الأسباب الشائعة لهذه الحساسية عث الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، والصراصير، والعفن. قد تزداد الأعراض سوءًا في بعض فترات السنة لدى بعض الأشخاص.
الحساسية الموسمية: أوقات ظهورها وعواملها
تظهر أعراض الحساسية الموسمية عادةً في الربيع أو الصيف أو الخريف، نتيجة التعرض لحبوب اللقاح المتطايرة من الأشجار والأعشاب. يمكن أن تكون بعض أنواع حبوب اللقاح موسمية في مناطق معينة ولكنها موجودة باستمرار في مناطق أخرى ذات مناخ دافئ. قد يعاني بعض الأشخاص من أنواع متعددة من الحساسية الموسمية، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض على مدار السنة.
سبل التعامل مع الحساسية المستمرة والموسمية
يعتمد علاج حساسية الأنف على نوعها وشدتها ومدة استمرار الأعراض. بالإضافة إلى تصنيفها إلى موسمية ودائمة، يتم تحديد شدة الحساسية. تعتبر الحساسية خفيفة إذا لم تسبب اضطرابات في النوم أو مشاكل في الأنشطة اليومية، بينما تعتبر شديدة إذا سببت إزعاجًا وصعوبة في النوم والقيام بالأنشطة.
استراتيجيات الوقاية من مسببات الحساسية
تجنب المواد المسببة للحساسية هو الخطوة الأولى والأهم في العلاج. ومع ذلك، قد لا يكون التجنب كافيًا في بعض الحالات، خاصة إذا كان المسبب موجودًا في الهواء. هناك العديد من النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب التعرض للمؤثرات المسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح، والصراصير، ووبر الحيوانات:
- إغلاق الأبواب والنوافذ خلال مواسم حبوب اللقاح.
- استخدام مكيف الهواء في السيارة والمنزل مع فلاتر مخصصة للحساسية.
- البقاء في المنزل خلال الأيام الجافة والرياح الشديدة، وتجنب الأنشطة الخارجية في الصباح الباكر.
- غسل الأغطية والملاءات على درجات حرارة عالية.
- استخدام المبيدات الحشرية المناسبة للتخلص من عث الغبار.
- غسل الصحون والتخلص من النفايات بانتظام.
- حفظ الطعام في أوعية محكمة الإغلاق.
- تجنب وجود الحيوانات الأليفة داخل المنزل، وتنظيفها بانتظام إذا كانت موجودة.
خيارات العلاج الدوائي
إذا لم يكن تجنب مسببات الحساسية كافيًا لتخفيف الأعراض، قد يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية لتخفيف احتقان الأنف، والعطس، وسيلان الأنف. تشمل هذه الأدوية:
- الكورتيكوستيرويدات الأنفية: تعتبر من أكثر العلاجات فعالية لحساسية الأنف، حيث تقلل الالتهاب وتحسن وظائف المناعة.
- مضادات الاحتقان: تستخدم لعلاج احتقان الأنف وضغط الجيوب الأنفية، ولكن يجب تجنب استخدامها لأكثر من ثلاثة أيام لتجنب التأثير العكسي.
- مضادات الهيستامين: تمنع الجسم من إنتاج مادة الهيستامين التي تسبب التهيجات. قد تسبب بعض الأعراض الجانبية مثل النعاس وجفاف الفم، ولكن هناك أنواع حديثة من مضادات الهيستامين تقلل من هذه الأعراض الجانبية.