أنواع القدرات المتنوعة لدى الأطفال

مقدمة

يهدف هذا المقال إلى استعراض مختلف القدرات التي يتمتع بها الأطفال، والتي تساهم في تكوين شخصيتهم وتحديد مسار تعلمهم ونموهم. إن فهم هذه القدرات المتنوعة يساعد الآباء والمربين على توجيه الأطفال بشكل أفضل وتنمية مهاراتهم الكامنة.

القدرة الجسدية – الحركية

تتجلى هذه القدرة في استخدام الطفل لمهاراته الجسدية والحركية الدقيقة للتعبير عن نفسه، أو عن مواقف معينة، أو لحل المشكلات. تتكون هذه القدرة من خلال التناسق والمهارة في استخدام اليدين أو الجسم بأكمله. يتميز الطفل الذي يمتلك هذه القدرة بنشاطه وحركته الدائمة، وميله نحو الرياضة والأنشطة الجسدية، وعدم قدرته على الجلوس لفترة طويلة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير”. هذه القوة تشمل القوة الجسدية التي يمكن تنميتها عبر الأنشطة الحركية.

القدرة الاجتماعية

تظهر هذه القدرة من خلال طريقة تعامل الطفل مع الآخرين، وتفاعله مع مشاعرهم وعواطفهم ومزاجهم. غالبًا ما يميل الأطفال ذوو هذه القدرة نحو القيادة، ويتميزون بمهارات التواصل الجيدة. من صفاتهم سرعة تكوين الصداقات، وقد يكونون محبوبين من قبل جميع الأشخاص المحيطين بهم، كما يمتلكون القدرة على التعاون والعمل الجماعي. يُفضل تعليم هؤلاء الأطفال من خلال الأنشطة والنقاشات الاجتماعية.

قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ} [المائدة: 2]. هذه الآية تحث على التعاون، وهي صفة أساسية في القدرة الاجتماعية.

القدرة الشخصية أو الذاتية

يتميز الأطفال ذوو هذه القدرة بحساسيتهم لمشاعر الآخرين، ووعيهم بمشاعرهم وأفكارهم ومخاوفهم وسماتهم، وكذلك قدرتهم على فهم الذات والتحكم في سلوكهم. قد لا يندمج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم، ويفضلون الأنشطة الفردية. هذه القدرة تمنحهم إمكانية التعلم بسهولة من أخطائهم، والعمل باستمرار على تطوير تصرفاتهم، والتعلم من خلال ربط الأمور بحياتهم اليومية. على سبيل المثال، يمكن شرح المادة الدراسية للطفل من خلال ربطها بحياته الشخصية ومواقفه الحية.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن لكم”. هذا القول يعكس أهمية الوعي الذاتي، وهو جوهر القدرة الشخصية.

القدرة اللغوية

الطفل الذي يمتلك هذه القدرة يكون متناغمًا مع الكلمات ومعانيها، والأصوات، والإيقاعات، والتأثيرات. قد يحب القراءة والكتابة والتحدث، ويستخدم الكلمات بأشكال ومفردات متعددة للتعبير عن المفاهيم. ينجذب عادةً لتعلم اللغات الأخرى، ولسرد القصص، وإلقاء القصائد.

قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]. هذا يدل على أهمية اللغة وقدرتها على نقل المعرفة.

القدرة الرياضية – المنطقية

ينجذب الطفل ذو هذه القدرة إلى التعرف على الأنماط والعلاقات بين الأرقام والأفعال أو الرموز، ويحاول فهمها. يمتلك مهارات الحوسبة بنسبة عالية، وكذلك القدرة على حل المشكلات المختلفة من خلال المنطق.

القدرة الموسيقية

يتميز الطفل ذو هذه القدرة بالقدرة الكبيرة على الفهم والإبداع من خلال الموسيقى، أو الغناء، أو العزف على الآلات الموسيقية. يمتلك أيضًا قدرات خاصة في سماع الأصوات والتمييز بينها بدقة من ناحية الإيقاع والنبرة والنغمة. يستطيع تمييز الأصوات مثل أصوات الموسيقى، وأصوات الأشخاص من خلال الهاتف مثلاً، ويتميز بحفظ الأناشيد بسرعة، وسهولة تعلم القصص واللغات من خلال النشيد أو الألحان.

القدرة الطبيعية

يتميز الطفل الذي يتمتع بهذه القدرة بفهم الطبيعة مثل النباتات والحيوانات والبيئة، ويمكنه تحديد السمات المميزة لكل منها وتصنيفها وفهمها. ينجذب للاهتمام بالطبيعة والحيوانات والزراعة، ويميل إلى اكتشاف الطبيعة من حوله، ومعرفة أنواع الحشرات والنباتات. على سبيل المثال، إذا وُجد الطفل يراقب النمل الصغير، يُستحسن تزويده بمزيد من المعلومات عن حياة النمل، وغيرها من الكائنات الحية في بيئته.

قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 17-20]. هذه الآيات تحث على التأمل في الطبيعة.

القدرة البصرية أو المكانية

يتمتع الطفل ذو هذه القدرة بحس خيالي عالٍ، فيمكنه تخيل الأشياء، والألوان، والأشكال، ويمكنه ابتكار عالم افتراضي من حوله. ينجذب الطفل عادةً نحو الكتب التي تحتوي على العديد من الصور، ويمكنه التعلم بشكل أفضل من خلال الرسم واستخدام بعض الأدوات مثل الألوان.

قاعدة هامة لنمو القدرات

هناك اعتقاد راسخ يجب أن يتبناه جميع الآباء، وهو أنه لا يوجد طفل غير قادر. أثبتت الأبحاث والدراسات العلمية أن جميع الأطفال يتمتعون بإمكانيات وقدرات عالية.

العوامل المؤثرة في نمو القدرات

تعتبر التربية والتعليم وطريقة تعامل الأهل مع أطفالهم هي العوامل الأساسية التي تؤثر على قدراتهم ومهاراتهم ومواهبهم. هذه العوامل تؤثر أيضًا على قدرات التواصل والتعلم وتعمل على تأسيس شخصية الطفل.

المراجع

  1. “How Multiple Intelligences Shape Learning”,verywellfamily, Retrieved 20/1/2022. Edited.
  2. “Interpersonal Intelligence”,newcityschool, Retrieved 20/1/2022. Edited.
  3. “Linguistic Intelligence”,newcityschool, Retrieved 20/1/2022. Edited.
Exit mobile version