فهرس المحتويات
عبادات الصلاة اليومية
تُعرّف الصلوات الخمس بأنها الصلوات التي يؤديها المسلم كل يوم وليلة، وهي: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. وهي من أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين، وترتقي إلى المرتبة الثانية من أركان الإسلام. قال الله تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين﴾ [البقرة: 238].
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن فقال: ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأنني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة) [صحيح البخاري].
وتجب الصلاة على كل مسلم مكلف إلا الحائض والنفساء، سواء كان المكلف ذكراً أو أنثى، في الحضر أو السفر. ويُؤمر الصغير بالصلاة في عمر السابعة، ويضرب عليها ضرباً غير مبرح في عمر العاشرة.
صلاة يوم الجمعة المبارك
صلاة الجمعة فرض على كل مكلف قادر، ويصليها المسلم ركعتين، ولا تُعدّ بديلاً عن صلاة الظهر. فمن لم يُدركها فرضت عليه صلاة الظهر بأربع ركعات. وقد ثبتت فرضية صلاة الجمعة في العديد من الأدلة، كقول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع﴾ [الجمعة: 9].
وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر، وهو عند زوال الشمس إلى أن يصير ظل الشيء مثله، وذلك اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
صلاة الميت
تُعد صلاة الجنازة من فرائض الكفاية، وتشترط فيها الطهارة الحقيقية، والطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، وستر العورة.
أما أركانها فهي: القيام مع القدرة، والنّية، وأربع تكبيرات مع تكبيرات الإحرام، وقراءة سورة الفاتحة سراً بعد التكبيرة الأولى (ويجوز بعد غيرها من التكبيرات)، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية، والدعاء للميت بعد التكبيرة الثالثة، والتسليم.
الصلوات الاختيارية
تُعرّف النوافل في اللغة بأنها الزيادة، وهي جمع نافلة، وتُطلق أيضاً على التطوع. وفي الاصطلاح، فهي الأفعال غير المفروضة أو الواجبة أو المسنونة عند الجمهور. أما الشافعية، فالنفل عندهم كل شيء غير الفريضة. سميت بذلك لأنها زائدة، وطلبها غير جازم، فيُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها. وهي إما مستقلة عن الفريضة كصلاة الاستسقاء، أو تابعة لها كالسّنن القبلية أو البعدية.
تقسم النوافل إلى قسمين: مطلقة ومقيدة.
النفل المطلق: لا سبب لها، ولا حصر لعددها أو ركعاتها، ويكتفى فيها بنية الصلاة فقط. يجوز للمسلم أن يُسلم بعد الركعة الأولى، أو يصلي ما شاء من الركعات ثم يُسلم. ويجوز صلاتها في كل وقت، باستثناء أوقات الكراهة، وأداءها في الليل أفضل من النهار.
النفل المقيد: جاء دليل على مشروعيتها، وهي ما حافظ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتركها إلا نادراً، وتُقسم إلى نوافل مؤكدة وغير مؤكدة، وتؤدى في جماعة ومنفرداً.
الصلوات النّافلة المؤكدة
تقسم النوافل أو الرواتب المقيدة إلى قسمين: الرواتب المؤكدة، وغير المؤكدة. وتقسم النوافل المؤكدة أيضاً إلى: نوافل مؤكدة في جماعة ونوافل مؤكدة بغير جماعة. من أمثلة النوافل المؤكدة في جماعة: صلاة العيدين، صلاة الاستسقاء، صلاة التراويح، وصلاة الكسوف والخسوف.
ومن أمثلة النوافل المؤكدة منفرداً: ركعتا الفجر، أربع ركعات قبل الظهر أو الجمعة، ركعتا المغرب، ركعتا العشاء، صلاة الوتر، وصلاة الضحى.
هناك أيضاً رواتب غير مؤكدة، لم يُواظب النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها، كركعتي الظّهر، أربع ركعات قبل العصر، ركعتي المغرب، ركعتي العشاء، تحية المسجد، وركعتي الطواف والإحرام.
فضل صلاة التطوع
لصلاة التطوع أهمية عظيمة، فهي تجلب محبة الله تعالى، وتدل على شكر العبد لربه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). [صحيح البخاري].
كما أنها ترفع الدرجات، وتحط من السيئات، وهي سبب من أسباب دخول الجنة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة). [صحيح مسلم].
وتُعتبر صلاة التطوع بمثابة تكملة لما قد ينقص من الفريضة، وهي سبب لجلب البركة، ومن أفضل نوافل البدن بعد العلم والجهاد.