فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
تعريف الاستعارة وأنواعها الأساسية | الفقرة الأولى |
تصنيف الاستعارة حسب موقعها في الكلام | الفقرة الثانية |
أنماط الاستعارة بناءً على الملاءمة | الفقرة الثالثة |
الاستعارة من حيث توافق طرفيها | الفقرة الرابعة |
الاستعارة التمثيلية | الفقرة الخامسة |
تعريف الاستعارة وأنواعها الأساسية
تُعدّ الاستعارة مجازًا لغويًا يتم فيه استخدام الكلام بغير معناه الحرفيّ. وهي في جوهرها تشبيه مُحذوف أحد طرفيه. يُطلق على المشبّه به اسم “المستعار منه”، وعلى المشبّه اسم “المستعار له”، واللفظ المستخدم هو “المستعار”. وتُقسم الاستعارة، بناءً على طرفيها، إلى نوعين رئيسيين:
الاستعارة التصريحية
في هذا النوع، يُذكر المشبّه به صراحةً، ويُحذف المشبّه. مثال: “رأيت أسدًا يمسك حربة”. هنا، المشبّه (المقاتل الشجاع) مُحذوف، والمشبّه به (الأسد) مذكور. تُشبه هذه الاستعارة المقاتل بالأسد من حيث الشجاعة. ومن الأمثلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم، آية 1]. هنا، الظلمات تُشبه الضلال، والنور يُشبه الهداية.
الاستعارة المكنية
يُذكر في هذا النوع المشبّه، ويُحذف المشبّه به، مع الإشارة إليه عبر أحد لوازمِه. مثال: “السماء تبكي”. هنا، المشبّه (السماء) مذكور، والمشبّه به (الإنسان) مُحذوف، لكنّ لازمة المشبّه به (البكاء) مُذكورة. ومن الأمثلة في القرآن الكريم قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [سورة الذاريات، آية 41]. هنا، المشبّه (الريح) مذكور، و “العقيم” يدلّ على المشبّه به (المرأة العقيم).
تصنيف الاستعارة حسب موقعها في الكلام
يُصنّف البلاغيون الاستعارة بناءً على اللفظ المستخدم (المستعار منه): إما أن يكون لفظًا أصليًا (جامدًا) أو مشتقًا.
الاستعارة الأصلية
تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الدال على المستعار منه لفظًا جامدًا، أي اسمًا لا يُشتق منه أفعال. مثال: “رأيت بستانًا ينظر إليّ”. هنا، “بستان” اسم جامد يُستعار لوصف الفتاة الجميلة.
الاستعارة التبعية
تكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الدال على المستعار منه لفظًا مشتقًا. مثال: “ذهب عني الألم”. هنا، “ذهب” فعل ماضٍ مشتق من “ذهاب”، وهو المستعار منه. يُلاحظ أن الاستعارة التبعية قد تكون تصريحية أو مكنية.
أنماط الاستعارة بناءً على الملاءمة
تنقسم الاستعارة بناءً على مدى ملاءمة الصفات المضافة للمشبّه والمشبّه به إلى ثلاثة أنواع:
الاستعارة المرشحة
تُضيف هذه الاستعارة صفات تلائم فقط المشبّه به. مثال: “رأيت أسدًا في المعركة يزأر”. الصفة “يزأر” تلائم الأسد فقط، لا المقاتل.
الاستعارة المجردة
تُضيف هذه الاستعارة صفات تلائم فقط المشبّه. مثال: “رأيت أسدًا في المعركة يقاتل”. الصفة “يقاتل” تلائم المقاتل فقط، لا الأسد.
الاستعارة المطلقة
لا تُضيف هذه الاستعارة صفات تلائم المشبّه أو المشبّه به، أو تُضيف صفات تلائم كليهما. مثال: قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [سورة الحاقة، آية 11].
الاستعارة من حيث توافق طرفيها
تُقسم الاستعارة بناءً على إمكانية اجتماع المشبّه والمشبّه به في صفة واحدة إلى نوعين:
الاستعارة الوفاقية
يجتمع المشبّه والمشبّه به في صفة واحدة. مثال: قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [سورة الأنعام، آية 122]. الحياة والهداية مرتبطتان.
الاستعارة العنادية
لا يجتمع المشبّه والمشبّه به في صفة واحدة. مثال: استعمال لفظة “بشر” للإنذار، وهو ضدّ البشارة.
الاستعارة التمثيلية
تُشبه هذه الاستعارة الأمثال، وتتميّز بحذف المشبّه وأداة التشبيه. مثال: “يدس السم في العسل”. المعنى الضمني: من يظهر الخير ويبطن الشر.