أنواع الإدغام الكامل والناقص في التجويد

شرح مفصل لأنواع الإدغام الكامل والناقص في القرآن الكريم، مع أمثلة من آيات الذكر الحكيم.

فهم الإدغام في قراءة القرآن الكريم

يعرف الإدغام لغوياً بأنه عملية إدخال شيء في آخر، مثل إدخال المصحف في الجيب، أو السيف في غمده.[1] أما اصطلاحاً، فهو دمج حرفين متتاليين ليصبحا حرفاً واحداً مشدداً، على غرار الحرف الثاني.[2] ويهدف الإدغام إلى تيسير القراءة وتخفيفها، انطلاقاً من عادة العرب في نطق الحرف المشدد بدلاً من حرفين متشابهين أو متقاربين.[3]

أنواع الإدغام في أحكام النون الساكنة والتنوين

يُعدّ الإدغام من أهمّ أحكام التجويد، وخاصة في حالة النون الساكنة والتنوين. فإذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد أحرف كلمة “يرملون”، يتم نطق الحرف الثاني مع بقاء الغنة (صفة النون) أو بدونها.[4] فإذا بقيت الغنة، يكون الإدغام ناقصاً (ذهاب الحرف وبقاء الصفة)، وإذا ذهبَتْ، يكون الإدغام كاملاً (ذهاب الحرف والصفة).

التفصيل في الإدغام الكامل

يُعرّف الإدغام الكامل بأنه اختفاء الحرف المدغم وصفاته، فيتمّ النطق بالحرف الثاني مشدداً، دون أي أثر للحرف الأول.[4] وينقسم إلى عدة أقسام:

الإدغام الكامل: المتماثلين، المتجانسين، والمتقاربين

الإدغام المتماثلين: يتطابق الحرفان في المخرج والصفة. أمثلة من القرآن الكريم: “ربحت تجارتهم”[6]، “قل لا أقول لكم”.[7] في الآية “ماليه هلک”[8]، هناك وجهان: السكت (الأفضل)، والإدغام.

الإدغام المتجانسين: يتفق الحرفان في المخرج ويختلفان في الصفات. أمثلة: “قد أُجيبَت دعوتُكما” (التاء والدال)[9]، “قد تبيّن” (الدال والتاء)[10]، “يلهث ذَلِكَ” (الثاء والذال)[11]، “إذ ظَلَمُوا” (الذال والظاء)[12]، “ودّت طائفة” (التاء والطاء)[13]، “اركَب معنا” (الباء والميم).[14]

الإدغام المتقاربين: يتقارب الحرفان في المخرج والصفات. أمثلة: “وقل ربّي” (اللام والراء)[15]، “ألم نخلُقكم” (القاف والكاف)[16]، “كعصفٍ مأكولٍ” (ر، م، ل مع النون الساكنة أو التنوين)[17]، “والشمس وضُحاها” (لام التعريف الشمسية مع الحروف الشمسية عدا اللام).[18]

شرح الإدغام الناقص

يحدث الإدغام الناقص عندما يختفي الحرف المدغم، لكن تبقى صفته. لا يُكتمل التشديد بسبب بقاء صفة الحرف الأول.[4]

أقسام الإدغام الناقص

ينقسم الإدغام الناقص إلى نوعين رئيسيين:

إدغام الياء والواو مع النون الساكنة والتنوين: تبقى الغنة، مثل “من يعمل” و”من وليّ”.

إدغام الطاء في التاء: تبقى صفات الطاء ماعدا القلقلة، وهو من إدغام المتجانسين، مثل “بسطت” و”أحطت”.

الإدغام الكامل والناقص في النون الساكنة والتنوين

ينقسم إدغام النون الساكنة والتنوين إلى كامل وناقص:

الإدغام الكامل للنون الساكنة والتنوين

يختفي الحرف وغنته. أحرف الإدغام الكامل: (ر، ل، ن، م). في الراء واللام، يختفي الحرف والغنّة، ويتمّ التشديد دون غنّة. أما النون والميم، فيتمّ التشديد مع غنّة الحرف الثاني، ليس غنّة الحرف المحذوف.[4] ينقسم الإدغام الكامل إلى إدغام بغنّة (النون والميم) وإدغام بلا غنّة (الراء واللام). أمثلة: “وما بكم من نعمةٍ فمن الله” (النون)[20]، “وآتوهُم من مال الله الذي آتاكم” (الميم)[21]، “أولئك عليهم صلوات من ربهم” (الراء)[22]، “وأنهار من لبن لم يتغير طعمه” (اللام).[23][4]

الإدغام الناقص للنون الساكنة والتنوين

يختفي الحرف، لكن تبقى الغنة. يأتي في الياء والواو. أمثلة: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يراه” (الياء)[24]، “من وليّ ولا نصير” (الواو).[25][4]

المراجع

المرجعالوصف
[1] مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.كتاب المنير في أحكام التجويد
[2] عبد العزيز القارئ، كتاب قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، صفحة 85. بتصرّف.كتاب قواعد التجويد
[3] مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.كتاب المنير في أحكام التجويد
[4] محمود علي بسة، كتاب العميد في علم التجويد، صفحة 21. بتصرّف.كتاب العميد في علم التجويد
[5] حليمة سال، كتاب القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة، صفحة 173-172. بتصرّف.كتاب القراءات
[6] سورة البقرة، آية:16القرآن الكريم
[7] سورة الأنعام ، آية:50القرآن الكريم
[8] سورة الحاقة ، آية:28-29القرآن الكريم
[9] سورة يونس، آية:89القرآن الكريم
[10] سورة البقرة ، آية:256القرآن الكريم
[11] سورة الأعراف، آية:176القرآن الكريم
[12] سورة النساء، آية:64القرآن الكريم
[13] سورة آل عمران، آية:69القرآن الكريم
[14] سورة هود ، آية:42القرآن الكريم
[15] سورة الإسراء، آية:24القرآن الكريم
[16] سورة المرسلات، آية:20القرآن الكريم
[17] سورة الفيل، آية:5القرآن الكريم
[18] سورة الشمس، آية:1القرآن الكريم
[19] مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.كتاب المنير في أحكام التجويد
[20] سورة النحل ، آية:53القرآن الكريم
[21] سورة النور، آية:33القرآن الكريم
[22] سورة البقرة ، آية:57القرآن الكريم
[23] سورة محمد ، آية:15القرآن الكريم
[24] سورة الزلزلة ، آية:7القرآن الكريم
[25] سورة البقرة، آية:107القرآن الكريم
Total
0
Shares
المقال السابق

فروع علم الإنسان: رحلة عبر تخصصات الأنثروبولوجيا

المقال التالي

أبعاد التفضيل في الإسلام

مقالات مشابهة