مقدمة
تعتبر السباحة من الرياضات الجوهرية في الألعاب الأولمبية منذ انطلاقها في عام 1896. في البداية، كانت المنافسة محصورة على الرجال فقط، ثم انضمت السيدات إلى هذه الرياضة الأولمبية في عام 1912 في دورة ستوكهولم. اقتصرت مشاركة النساء في البداية على منافستين فقط: سباق 100 متر حرة وسباق التتابع 4 × 100 متر حرة.[١]
تتضمن منافسات السباحة الأولمبية مجموعة متنوعة من الأساليب والمسافات، مما يجعلها رياضة مثيرة وشيقة للمشاهدين والمشاركين على حد سواء.
تصنيفات أساسية في رياضة السباحة
تنقسم رياضة السباحة في الألعاب الأولمبية إلى أربعة أنماط رئيسية.[٣][٤]
السباحة الحرة
في هذا النوع، يُسمح للسباحين باستخدام أي أسلوب يفضلونه. غالبًا ما يعتمد المتسابقون على أسلوب الزحف، حيث يتم تحريك الذراعين بالتناوب خارج الماء بحركة دائرية مع ركل مستمر للأعلى والأسفل. هذا الأسلوب يمتاز بالسرعة والفعالية.
سباحة الصدر
تتميز هذه الوضعية بتوجيه صدر المتسابق إلى الأمام نحو قاع المسبح. يتم تحريك الذراعين معًا في نفس الوقت من أمام الصدر إلى الأمام والخارج والخلف. أما حركة الأرجل، فتكون مشابهة لحركة الضفدع، مما يعطي السباحة شكلًا مميزًا.
سباحة الفراشة
يسبح المتسابق على الصدر مع رفع كلتا الذراعين معًا خارج الماء وتحريكهما إلى الأمام في وقت واحد. يصاحب ذلك حركة للأرجل تشبه ركلة الدولفين، مما يتطلب قوة ومرونة كبيرتين من السباح.
سباحة الظهر
في هذا النمط، يسبح المتسابق على ظهره مع حركات متبادلة للذراعين وتمديد الساقين والركل بطريقة الرفرفة. تتطلب هذه الوضعية توازنًا جيدًا وتنسيقًا بين حركة الذراعين والساقين.
تنظيم منافسات السباحة الأولمبية
تخضع منافسات السباحة في الألعاب الأولمبية لقوانين صارمة تختلف حسب نوع السباق. في المسابقات التي تصل مسافتها إلى 200 متر، تتكون المنافسة من عدة جولات. تبدأ بعدد كبير من المتسابقين في التصفيات الأولية، حيث يتأهل أفضل 16 متسابقًا إلى الدور نصف النهائي. ثم ينتقل أسرع 8 متسابقين إلى الجولة النهائية.[٥]
أما في المسابقات التي تزيد مسافتها عن 400 متر ومسابقات التتابع، فتبدأ المنافسة من الدور نصف النهائي بعد تأهل أفضل 8 متسابقين أو فرق من التصفيات التمهيدية. في حالة التعادل، يخوض المتسابقون سباقًا إضافيًا لتحديد الفائز وتوزيع الميداليات.
نجوم السباحة الأولمبية
تعتبر السباحة من بين الرياضات الأكثر شعبية في الألعاب الأولمبية، ويتميز لاعبوها بتحقيق الأرقام القياسية. يعتبر مايكل فيلبس الرياضي الأكثر تتويجًا في التاريخ، والأكثر حصولًا على الميداليات في السباحة. يليه مارك سبيتز، ثم مات بيوندي. أما بالنسبة للإناث، فتتصدر جيني تومبسون قائمة اللاعبات الأكثر حصولًا على الميداليات الذهبية، تليها كاتي ليدكي، ثم تتشارك كريستين أوتو وإيمي فان ديكن المركز الثالث.[٦]
فيما يلي نبذة عن بعض هؤلاء الأبطال العالميين[٧]:
- كريستينا إيغرسيغي: بطلة سباحة الظهر من المجر. تعتبر أصغر رياضية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية في السباحة عندما فازت بضربة 200 متر ظهر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1988 في سيول، وكان عمرها آنذاك 14 سنة. فازت البطلة كريستينا بالميدالية الذهبية في ثلاث دورات أولمبية: 1988، 1992، و1996.
- مايكل فيلبس: بطل سباحة أمريكي، حصل على 22 ميدالية أولمبية، ولديه رقم قياسي بفوزه بـ 18 ميدالية ذهبية أولمبية. فاز بست ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2004، وثماني ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008، وأربع ميداليات ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012. هو صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر فراشة، و 200 متر فراشة، و 400 متر فردي متنوع، وحصل على 77 ميدالية في المسابقات الدولية الكبرى.
- دون فريزر: بطلة سباحة أسترالية، وهي أول سباحة تحصل على ميداليات ذهبية في أي حدث فردي للسباحة في ثلاث دورات أولمبية متتالية. فازت بسباق 100 متر سباحة حرة ثلاث مرات في 1956، 1960، و 1964 في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.
- مارك سبيتز: بطل سباحة أمريكي، حاصل على ميداليتين ذهبيتين في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1968. سجل سبيتز رقمًا قياسيًا عالميًا في الألعاب الأولمبية عام 1972 عند فوزه بسبع ميداليات ذهبية في الأحداث الفردية والجماعية، وكان بطلًا أولمبيًا تسع مرات.