جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
نبذة عن حياة أم هانئ | الفقرة الأولى |
دخول أم هانئ في الإسلام | الفقرة الثانية |
مواقف مشرّفة من حياة أم هانئ | الفقرة الثالثة |
رحيل أم هانئ إلى دار البقاء | الفقرة الرابعة |
سيرة أم هانئ، ابنة عم النبي الكريم
أم هانئ، بنت أبي طالب بن عبد مناف، ابنة عمّ النبي صلى الله عليه وسلم، من أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم. تضارب الروايات حول اسمها الأصلي، فمنهم من ذكر هند أو فاطمة أو جمانة، لكنها اشتهرت بلقب أم هانئ نسبةً إلى ابنها. كانت -رضي الله عنها- أختاً لعقيل، وجعفر، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-. أحد إخوانها، طالب، لم يسلم وتوفي على الكفر.
إسلام أم هانئ ورواياتها النبوية
أسلمت أم هانئ -رضي الله عنها- في عام الفتح. وقد سجّل التاريخ روايتها للعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث روى عنها أحفادها وأصحابها، منهم يحيى بن جعدة، وأبو صالح باذام، وكريب مولى ابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعروة، ومجاهد، وعطاء وغيرهم. وقد أنجبت أم هانئ -رضي الله عنها- من زوجها هبيرة بن عائذ المخزومي أربعة أبناء: عمرو، وهانئ، ويوسف، وجعدة. رفض زوجها هبيرة اعتناق الإسلام في يوم الفتح، وهرب إلى نجوان، حيث توفي على الشرك. وقد بلغته أنباء إسلام زوجته فأنشد أبياتاً شعرية تدل على حزنه.
مواقف بارزة في حياة أم هانئ
برزت أم هانئ -رضي الله عنها- بمواقف عدة تُظهر عظمة شخصيتها وقوة إيمانها. منها إجارتها لرجلَيْن من المشركين هربا من اشتباك مع جيش المسلمين في يوم الفتح. كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يطاردهما لقتلهما، لكن أم هانئ حمتْهما، ونصحت علياً بالرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للحكم في الأمر. ففعل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قدْ أجَرْنَا مَن أجَرْتِ يا أُمَّ هَانِئٍ”. هذا الموقف يُبرهن على مكانة المرأة في الإسلام، وقبول النبي صلى الله عليه وسلم لإجارتها.
كما أدّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفتح في بيت أم هانئ -رضي الله عنها-. بعد فتح مكة، اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها، ثم صلى ثمان ركعات. وصفت أم هانئ صلاته بأنها كانت خفيفة، لكنها كاملة في الرّكوع والسجود. وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن هذه الصلاة هي صلاة الفتح، وقد اقتدى الصحابة -رضي الله عنهم- بالنبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الفتح بعد فتح البلدان والحصون. يذكر أيضاً في رواية ضعيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم ناولها بقية شرابه وهي صائمة، فأفطرت لأنها لم ترغب في رفض عطاء النبي الكريم، فسألها عن سبب فعلها فقالت: “كنتُ صائمةً، فكرِهْتُ أن أرُدَّ فضْلَكَ فشرِبْتُه”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تطوُّعًا أو فَريضةً؟ قالَتْ: قُلتُ: بلْ تطوُّعًا، قالَ: فإنَّ الصائمَ المتطوِّعَ بالخِيَارِ، إنْ شاءَ صامَ، وإنْ شاءَ أفْطَرَ”.
خطب النبي صلى الله عليه وسلم أم هانئ -رضي الله عنها-، لكنها رفضت بسبب تقدمها في السن ووجود عيالها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ نِساءُ قُرَيْشٍ- وقالَ الآخَرُ: صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ- أحْناهُ علَى ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ علَى زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ”. وهذا دليل على تقدير النبي صلى الله عليه وسلم للنساء الصالحات.
وفاة أم هانئ وختام حياتها
توفيت أم هانئ -رضي الله عنها- بعد عام خمسين من الهجرة النبوية. وقد عاشت حياةً حافلةً بالمواقف المشرفة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وساهمت في نقل حديثه الشريف إلى الأجيال اللاحقة. رحم الله أم هانئ وأرضى عنها.