أم الجمال: جوهرة أثرية أردنية

استكشف تاريخ مدينة أم الجمال الأثرية، موقعها، تسميتها، أهم معالمها، ونقوشها التراثية الغنية.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
لمحة تاريخية عن أم الجماللمحة تاريخية عن أم الجمال
موقع أم الجمال الجغرافيموقع أم الجمال الجغرافي
أصل تسمية أم الجمالأصل تسمية أم الجمال
أبرز معالم أم الجمال الأثريةأبرز معالم أم الجمال الأثرية
النقوش القديمة في أم الجمالالنقوش القديمة في أم الجمال

رحلة عبر الزمن: تاريخ مدينة أم الجمال

تُعتبر أم الجمال من أبرز المواقع الأثرية في الأردن، وجهة سياحية مميزة لعشاق التاريخ والآثار. يعود تاريخها إلى مستوطنات نبطية قديمة، وقد ازدهرت خلال العصر الروماني في القرن الأول الميلادي، حيث كانت تُعرف باسم “كانثا”.[1] شهدت المدينة ازدهاراً زراعياً ملحوظاً خلال العصور الرومانية، البيزنطية، والإسلامية، [2] مُشكّلة نموذجاً فريداً لمدينة زراعية ناجحة في تلك الحقبة.

استمرّت الحياة في أم الجمال على مدى ألفي عام، حيث سكنتها حضارات متعاقبة، نبطية، رومانية، بيزنطية، أموية، ومملوكية، بالإضافة إلى فترات سكن بدوي متقطعة. [3] وكانت واحدة من المدن العشر التي شكّلت اتحاد “الديكابولس” في العصر اليوناني الروماني. [4]

اكتُشفت أم الجمال بفضل جهود بحثية مكثفة قامت بها جامعة برنستون الأمريكية، حيث قامت بمسح منطقة جبل الدروز وسهل حوران بين عامي 1891 و 1903. [5] وأصبحت موقعاً أثرياً محمياً رسمياً من قبل الحكومة الأردنية عام 1972. [6]

موقعها الجغرافي الاستراتيجي

تقع أم الجمال في البادية الشمالية الشرقية من الأردن، تحديداً في محافظة المفرق، بالقرب من الحدود الأردنية السورية. تبعد حوالي 86 كم عن العاصمة عمان، و 15 كم عن مدينة المفرق (رحلة مدتها 25 دقيقة بالسيارة). [7] يُميّز موقعها أهمية استراتيجية كحلقة وصل بين الأردن وفلسطين وسوريا والعراق. [8]

سر تسمية “أم الجمال”

يرجع أصل تسمية أم الجمال إلى دورها التجاري الهام في الصحراء، حيث كانت محطة رئيسية لقوافل التجارة التي تسلك طريق الحجاز – دمشق. استخدمت الجمال بكثرة لنقل البضائع، فصارت واحة لهذه القوافل. كما تُعرف أحياناً بـ “الواحة السوداء” نظراً لانتشار الصخور البازلتية السوداء في المنطقة، والتي استخدمت في بناء معالمها الأثرية. [9]

معالم أثرية شاهدة على عظمة الحضارات

تضم أم الجمال معالم أثرية تعكس تنوع الحضارات التي سكنتها. ومن أهم هذه المعالم: [10]

  • مواقع عسكرية متعددة.
  • أحواض وبرك وخزانات ماء، دليل على مهارة سكانها في إدارة الموارد المائية.
  • الاستراحة النبطية: مبنى خصص للتجار القادمين والمتجهين من وإلى المدينة.
  • مقر الحاكم الإداري: مبنى محفوظ بشكل جيد حتى اليوم، ويتميز بقاعة سماوية وقاعة عرش وساحة مفتوحة.
  • مقابر خارج أسوار المدينة الأثرية.
  • بوابات حجرية ضخمة.
  • فسيفساء قديمة تصور نهر الأردن. [4]
  • منازل أثرية تحتوي على جرار فخارية قديمة.
  • كنائس بيزنطية (يصل عددها إلى 15 كنيسة)، مما يدل على أهمية أم الجمال الدينية في تلك الفترة. [4]

النقوش: صفحات من تاريخ أم الجمال

تُعدّ النقوش المكتشفة في أم الجمال مصدراً ثميناً لباحثين في الآثار، حيث سجلت نقوش بخمس لغات. تُبرز هذه النقوش جوانب مهمة من تاريخ المدينة وثقافة سكانها، وتُظهر علاقاتهم بالحضارات المجاورة. [11]

وجدت نقوش باللغة العربية، مؤشر على أن العرب كانوا من سكانها، بالإضافة إلى نقوش يونانية تعود للعصر النبطي والبيزنطي، و نقوش لاتينية (أقل من 10 نقوش)، ونقوش نبطية (عشرات الشواهد)، وأخيراً نقوش صفوية، مما يدل على مستوى ثقافي وعلمي متطور لسكان هذه المنطقة. [11]

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

ألين وطفة: مسيرة إعلامية لامعة

المقال التالي

أم المؤمنين أم سلمة: حياة رفيعة وعطاء سخي

مقالات مشابهة