أمثلة من القرآن الكريم على أفعال الشروع، المقاربة، والرجاء

أفعال الشروع، المقاربة، والرجاء: تعريفات ودلالات

تُصنف أفعال الشروع، المقاربة، والرجاء ضمن الأفعال الناسخة، التي تُشبه في أثرها أفعال “كان” وأخواتها. تدلّ أفعال المقاربة، ومنها “كاد”، “أوشك”، و”كَرَبَ”، على اقتراب وقوع الحدث المذكور. أما أفعال الرجاء، كـ “عسى”، “حرى”، و “أخلولق”، فتُشير إلى احتمال حدوثه وتمنّيه. وأخيراً، أفعال الشروع، ومنها “شرع”، “بدأ”، “أخذ”، “جعل”، “طَفِقَ”، “أنشأ”، و”هبَّ”، تُعبّر عن بدء أو شروع الحدث.

أمثلة من القرآن الكريم لأفعال الشروع

نجد أمثلة على أفعال الشروع في القرآن الكريم، ومنها:

{فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقَا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ}.[٤]

هنا، “طفقا” فعل ماض ناقص مبني على الفتح، وألف الاثنين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم “طفق”. “يخصفان” فعل مضارع مرفوع، والألف ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الجملة الفعلية “يخصفان” في محل نصب خبر “طفق”.

مثال آخر:

{رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقْتُ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ}.[٥]

في هذه الآية، “طفق” فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسم “طفق” ضمير مستتر تقديره “هو”. الجملة الفعلية في محل نصب خبر “طفق”.

استعراض لأمثلة أفعال المقاربة من كتاب الله

نلقي الضوء على بعض الأمثلة لأفعال المقاربة في القرآن الكريم:

{إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى}.[٧]

“أكاد” فعل مضارع ناقص مرفوع، واسم “كاد” ضمير مستتر تقديره “أنا”. “أخفيها” فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الجملة الفعلية “أخفيها” في محل نصب خبر “كاد”.

أمثلة أخرى:

{يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ}.[٨]

{تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.[٩]

{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.[١٠]

أمثلة من القرآن الكريم لأفعال الرجاء

نستعرض فيما يلي أمثلة لأفعال الرجاء في القرآن الكريم:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}.[١٢]

“عسى” فعل ماض جامد مبني على الفتح المقدر على الألف، والمصدر المؤول “أن تكرهوا” في محل رفع فاعل “عسى”.

أمثلة أخرى:

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ فَعَسى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ}.[١٣]

{إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.[١٤]

{أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً}.[١٥]