أمثلة على توحيد الألوهية في الإسلام

فهم توحيد الألوهية من خلال الأمثلة

يُعدّ توحيد الألوهية ركيزةً أساسيةً في الإسلام، وهو يعني إفراد الله -تعالى- بالعبادة والذّكر، ونفي أيّ شريكٍ له في ذلك. فقد حثّ الله -تعالى- أنبيائه ورسله على دعوة الناس إلى هذا التوحيد، وبيّن في كتابه العزيز وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- أمثلةً واضحةً على كيفية تطبيق هذا المبدأ.

توحيد الألوهية في دعوة الرسل

برزت دعوة توحيد الألوهية منذ الرسل الأوائل، فقد حذّر نوح -عليه السلام- قومه من عواقب الشرك، ودعاهم إلى إفراد الله -تعالى- بالعبادة، كما جاء في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) [سورة نوح: 23]. واستمرت هذه الدعوة حتى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي جاهد في سبيل نشر هذا المبدأ.

أمثلةٌ عمليةٌ على توحيد الألوهية

يتجلى توحيد الألوهية في جوانبٍ متعددةٍ من العبادة، ومن أبرز الأمثلة:

إخلاص النذر لله وحده

يجب على المسلم أن يُخلص نذره لله -تعالى- وحده، دون إشراك أحدٍ معه. فلا يجوز النذر لغير الله، كما جاء في قوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) [سورة الحج: 29].

إفراد الله بالذبح

الذبح من العبادات التي يجب أن تُفرد لله -تعالى- وحده، كما جاء في قول الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ) [سورة الأنعام: 162]. فهذه الآية الكريمة تُوضح أن العبادات كلها لله -تعالى- وحده.

إفراد الله بالطواف

الطواف عبادةٌ خاصةٌ بالبيت العتيق، ولا يجوز الطواف حول غيره، كما ورد في قوله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [سورة الحج: 29].

التوحيد في القرآن الكريم

يُؤكد القرآن الكريم على توحيد الألوهية في آياتٍ كثيرة، ومنها:

شهادة الله ووحدانيته

يقول الله -تعالى-: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران: 18]. هذه الآية تُؤكد على وحدانية الله -تعالى- وشهادته لنفسه، وشهادة الملائكة وأهل العلم على ذلك.

الله عالم الغيب والشهادة

يقول تعالى: (هُوَ اللَّـهُ الَّذِي لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ) [سورة الحشر: 22]. تُبرز هذه الآية علم الله -تعالى- الشامل بكل شيء، و رحمته الواسعة.

التوحيد في السنة النبوية

سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت خير مثالٍ على توحيد الألوهية، وقد أكّد أحاديثه الشريفة على هذا المبدأ، ومنها:

أركان الإسلام الخمسة

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(بُنِيَ ‌الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ). [صحيح البخاري]. يُظهر هذا الحديث أهمية الشهادة (لا إله إلا الله) كأساسٍ للإسلام.

دعوة معاذ بن جبل

روى البخاري عن معاذ بن جبل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى اليمن وقال له: (ادْعُهُمْ ‌إِلَى ‌شَهَادَةِ ‌أَنْ ‌لَا ‌إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ). [صحيح البخاري]. يُبين هذا الحديث أهمية الدعوة إلى التوحيد.

أثر توحيد الألوهية على حياة المسلم

يُؤدي توحيد الألوهية إلى استقرارٍ نفسيٍّ واجتماعيٍّ للمسلم، فهو يُكسبه طمأنينةً وراحةً نفسيةً، ويُعينه على مواجهة صعوبات الحياة، ويُقربه من الله -تعالى-. كما أنّه سببٌ لتفريج الكرب، والنجاة من نار جهنم، ويكون سبباً لمنحه الأمن والأمان، كما في قوله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَلَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلمٍ أُولـئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدونَ) [سورة الأنعام: 82].

جدول المحتويات