أمثلة على الاختصاص في القرآن الكريم

استكشاف أسلوب الاختصاص في القرآن الكريم، وتعريفه، وأمثلة متنوعة من الآيات الكريمة، بالإضافة إلى شرحه في اللغة العربية وعلومها

محتويات

أمثلة من كتاب الله
الاختصاص والدعاء: أوجه التشابه والاختلاف
أسلوب الاختصاص في اللغة العربية
تعريف الاختصاص: دلالته اللغوية والفقهية
المراجع

أمثلةٌ من آيات القرآن الكريم توضح أسلوب الاختصاص

يُضفي أسلوب الاختصاص على الكلام قوةً وتوكيداً، ويزيدُه وضوحاً، وبياناً، ويُكسبه بلاغةً وإيجازاً من خلال حذف الفعل والفاعل. يتنوع أسلوب الاختصاص في القرآن الكريم، وفيما يلي أمثلة توضيحية:

من الأمثلة على الاختصاص المعرف، قول الله تعالى: (قالوا إِنَّ لَنا لَأَجرًا إِن كُنّا نحنُ الغالِبينَ)[١][٢]. هنا، يُحدد “نحن” الضمير العام، ويُخصصُ المعنى للمتكلمين.

كما نجده في قوله تعالى: (أَيًّا ما تَدعوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسنى)[٣] وقوله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ)[٤][٢] حيث يأتي الاسم المختص بلفظ (أي/ أيها أو أية/ أيتها)، مميزاً المخاطبين بأسلوب واضح ودقيق.

الاختصاص والدعاء: تقاربٌ في الشكل واختلافٌ في المعنى

قد يبدو أسلوب الاختصاص مشابهاً للنداء، إلا أن الاختصاص يختص بالمتكلم أو المخاطب، بينما يختص النداء بالمخاطب فقط. ففي قوله تعالى: (قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[٥][٦] يُلاحظ الاختصاص في “أنت”، مُحدداً المخاطب.

ولكن قد يختلف أسلوب الاختصاص والنداء لفظاً ومعنىً، كما في قوله تعالى: (وَنَادَيْنَاهُ أَيُّهَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)[٧][٦]. هنا، يختلف بناء المنادى “إبراهيم” عن الاسم المختص من حيث الإعراب والبناء.

الاختصاص في علم النحو العربي

يُعرف الاختصاص في علم النحو بتخصيص حكمٍ علقَ بضميرٍ عامٍّ بما تأخر عنه من اسمٍ ظاهرٍ معرفةٍ.[٨] ويتألف هذا الأسلوب من أربعة عناصر رئيسية:[٢]

  • ضميرٌ يشوبهُ عمومٌ وإبهام.
  • اسمٌ ظاهرٌ معرفةٌ، يُحددُ المرادَ من الضمير ويُزيلُ إِبهامه.
  • امتدادُ الحكمِ المعنوي إلى الاسم الظاهر المعرف.
  • حكمٌ معنويٌّ يقعُ على الضمير.

مثال ذلك: “نحنُ -العربُ- أقرّاءُ الناسِ ضيفاً”. هنا، “نحن” ضمير عام، و”العرب” اسمٌ ظاهرٌ معرفةٌ يُحددُ ويُخصصُ المقصود.

الاختصاص: دلالته اللغوية والفقهية

للفظ “اختصاص” في اللغة معنىً عاماً وهو الانفراد بالشيء دون غيره.[٩] وهو في الاصطلاح لا يخرج عن هذا المعنى العام. وقد فسّر ابن منظور الاختصاص بأنه إفراد الشيء دون غيره.[١١]

ويُطلقُ الفقهاءُ الاختصاصَ على معنيين رئيسيين:[١٢]

  1. الأعيانُ التي لا تقبل التموّل، كالنَّجاسات.
  2. الأعيانُ التي تقبل التموّل والتملك، ولكن لا يجوز لأحدٍ تملكها لنفع عام للمسلمين، كالمساجد.

المراجع

  1. سورة الشعراء، آية 41
  2. عبد الوهاب، خالد محي الدين مدني، الاختصاص ومواضعه في القرآن الكريم، صفحة 7
  3. سورة الإسراء، آية 110
  4. سورة الرحمن، آية 31
  5. سورة المائدة، آية 109
  6. عبد الوهاب، خالد محي الدين مدني، الاختصاص ومواضعه في القرآن الكريم، صفحة 30
  7. سورة الصافات، الآيات 104-105
  8. الأزهري، خالد بن عبد الله، التصريح، صفحة 268
  9. الجرجاني، التعريفات، صفحة 95
  10. الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 239
  11. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 24
  12. الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 28
Total
0
Shares
المقال السابق

براعة الإيجاز في آيات الذكر الحكيم

المقال التالي

فنون الاستثناء في الشعر العربي: أمثلة متنوعة

مقالات مشابهة