الاستخدامات المختلفة لحرف النصب “أن” المضمرة
يُعدّ حرف النصب “أن” المضمرة من أهمّ جوانب علم النحو العربي، فهو حرف صغير لكنّه يُغيّر معنى الجملة بشكلٍ كبير. سنُلقي الضوء في هذا المقال على استخداماته، مع أمثلة توضيحية من القرآن الكريم والأشعار العربية.
المحتويات | |
---|---|
ماهية “أن” المضمرة | |
أمثلة من القرآن الكريم | |
حالات جواز عمل “أن” المضمرة | |
حالات وجوب عمل “أن” المضمرة | |
المراجع |
ماهية “أن” المضمرة و وظيفتها
“أن” المضمرة هي حرف نصب صغير، يُخفى أحيانًا عن النظر، لكنه يُغيّر الحكم الإعرابي للفعل المضارع من رفع إلى نصب. وهي تُعتبر “أن” المخففة من “أنّ”. [1] وظيفتها الأساسية هي نصب الفعل المضارع، مما يؤثر على معنى الجملة برمتها.
أمثلة من كتاب الله – عز وجل –
تُبرز آيات كريمة من القرآن الكريم استخدام “أن” المضمرة بشكلٍ واضح، ومن هذه الأمثلة:
- قوله تعالى: {إنما يرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَعَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }.[2]
- قوله تعالى: {إن الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَلَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا }.[3]
- قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّـهِ}.[4]
متى يكون عمل “أن” المضمرة جائزاً؟
تُستخدم “أن” المضمرة أحيانًا بشكلٍ جائز، أي أنّ وجودها أو عدم وجودها لا يُغيّر من معنى الجملة، وهذا يحدث في حالاتٍ محددة، مثل:
- بعد لام التعليل: كما في قوله تعالى: {وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكر لِتُبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ}؛[6] حيث يُمكن تقدير الجملة بـ “لأن تُبين”. ولكن إذا جاءت لام التعليل مع نفي، يُصبح عمل “أن” المضمرة واجباً، كما في قوله تعالى:{ لِّئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ }[7]
- بعد حروف العطف (أو، و، ثم) مع اسم صريح سابق: مثل قوله تعالى:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ}؛[8] حيث أن الفعل (يُرسل) منصوب بأن المضمرة جوازاً بعد “أو”. أمثلة شعرية أخرى توضح هذا الأمر موجودة ايضاً.
متى يكون عمل “أن” المضمرة واجباً؟
في بعض الحالات، يُصبح عمل “أن” المضمرة واجباً، وغيابها يُحدث فرقاً في معنى الجملة، ومن هذه الحالات:
- بعد لام الجحود المسبوقة بنفي: كما في قوله تعالى:{ وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فيهِمْ وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَستَغْفِرونَ }؛[11] حيث أن الفعل (يعذب) منصوب بأن المضمرة وجوباً.
- بعد “حتى” بمعنى “إلى أن”: كما في قوله تعالى:{ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ }[12] حيث الفعل (يقول) منصوب بأن المضمرة وجوباً بعد “حتى”.
- بعد “أو” بمعنى “إلا أو إلى” مع فعل سابق يدل على انقضاء الحدث تدريجياً: مثل قول الشاعر:”لأستسهلنّ الصعب أو أدرك الآمال”.[13]
- بعد واو المعية: مثل قول الشاعر: “لا تنه عن خلق وتأتِ مثلَهُ”.[14] حيث أن الفعل (تأتي) منصوب بأن المضمرة وجوباً.
- بعد فاء السببية بعد النهي أو النفي أو الاستفهام أو الترجي أو الدعاء: كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ}[15]، وقوله تعالى: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدَّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}[16].
المراجع
- محمود حسني مغالسه، النحو الشافي، صفحة 56. بتصرّف.
- سورة الأحزاب، آية:33
- سورة النساء، آية:168
- سورة الحجرات، آية:9
- علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 135. بتصرّف.
- سورة النحل، آية:44
- سورة الحديد، آية:29
- سورة الشورى، آية:51
- مصدر شعري (مثال من الأدب)
- محمد حسن شُرَّاب، شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية، صفحة 420.
- سورة الأنفال، آية:33
- سورة البقرة، آية:214
- بدر الدين العيني، المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية، صفحة 1865.
- مصدر شعري (مثال من الأدب)
- سورة فاطر، آية:36
- سورة الأعراف، آية:53