فهرس المحتويات
التوكيد في النحو العربي: تعريف وشرح
يُعرف التوكيد في علم النحو العربي بأنه أحد التوابع التي تتبع المؤكد في إعرابه، سواء كان معرفة أو نكرة، مفرداً أو مثنى أو جمعاً، مذكراً أو مؤنثاً. وظيفته الأساسية هي تقوية معنى الكلمة أو الجملة التي يُؤكدها، مما يُبرزها ويثبتها في ذهن السامع أو القارئ. ويتميز التوكيد بنوعين رئيسيين: توكيد لفظي وتوكيد معنوي.
التوكيد اللفظي: أمثلة متنوعة
يُعرف التوكيد اللفظي بأنه تكرار الكلمة أو العبارة نفسها لإبراز معناها وتقويته. ويُلاحظ أن الكلمة المُكررة تتبع المُؤكد في إعرابها. إليك بعض الأمثلة:
- مثال من القرآن الكريم: “كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا” [سورة الفجر، الآية 21]. هنا، كلمة “دَكًّا” تُكرر لتوكيد معنى الدمار الشامل.
- مثال شعري: “أخاك أخاك”. يُلاحظ تكرار كلمة “أخاك” لتأكيد أهمية الأخوة.
- مثال دارج: “الله أكبر الله أكبر”. هنا، يُكرر لفظ الجلالة “الله أكبر” للتأكيد على عظمة الله.
- مثال آخر: “صبرًا صبرًا”. في هذا المثال ، يُكرر لفظ “صبرًا” لتوكيد الحاجة إلى الصبر.
التوكيد المعنوي: شرح بأمثلة
أما التوكيد المعنوي، فيتمثل في استخدام كلمات أو عبارات خاصة للتأكيد على معنى الكلمة أو الجملة التي تأتي قبلها. وتشمل هذه الكلمات: “نفس”، “عين”، “كل”، “كلا”، “كلتا”، وغيرها. يجب أن يتصل هذه الكلمات بضمير يعود على المُؤكد. ونقدم بعض الأمثلة:
- مثال من القرآن الكريم: “فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ” [سورة الحجر، الآية 30]. هنا، “كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ” يُؤكد على شمولية سجود الملائكة.
- مثال من القرآن الكريم: “سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ” [سورة يس، الآية 36]. كلمة “كلها” هنا تُؤكد على شمولية خلق الأزواج من الأرض.
- مثال شعري: “لساني وسيفي صارمان كلاهما”. يُؤكد “كلاهما” على أنَّ اللسان والسيف متساويان في تأثيرهما.
- مثال آخر: “نحن يا أخت على العهد الذي قد رضعناه من المهد كلانا”. يُؤكد “كلانا” على شمول العهد لكلا الشخصين.
المراجع
المراجع المستخدمة:
- محمد عيد،النحو المصفى، صفحة 586.
- عبده الراجحي،التطبيق النحوي، صفحة 378.
