أمثلةٌ رائعةٌ على البلاغة القرآنيّة

جدول المحتويات

المقطع العنوان
أمثلة من الجزء الأول أمثلةٌ من الربع الأول من كتاب الله
أمثلة من الجزء الثاني أمثلةٌ من الربع الأوسط من كلام الله
أمثلة من الجزء الثالث أمثلةٌ من الربع الأخير من كلام الحق

أمثلةٌ من الربع الأول من كتاب الله

يُظهر القرآن الكريم براعةً فائقةً في استخدام أساليب البلاغة، ومن أبرزها التشبيه البليغ. فيما يلي بعض الأمثلة من الجزء الأول:

يقول الله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [٣]. هذا تشبيه بليغ، المشبّه فيه الكفار، والمشبّه به الصمّ والبكم والعَمِيّ، ووجه الشبه محذوف، كما أن أداة التشبيه محذوفة أيضاً. وهو تشبيه بليغ لكونه مُقتضباً وذا تأثيرٍ قويّ.

وفي آيةٍ أخرى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [٤] نجد تشبيهاً بليغاً مماثلاً، حيثُ المشبّه الذين كفروا، والمشبّه به الصمّ والبكم والعَمِيّ، ووجه الشبه، والأداة مُحذوفان، مُشيراً إلى عجزهم عن الإدراك والرجوع إلى الحق.

أمثلةٌ من الربع الأوسط من كلام الله

تتنوع أساليب البلاغة في القرآن الكريم، وتبرزُ قوةُ التشبيه البليغ في العديد من الآيات، إليكم أمثلة من الجزء الأوسط:

يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾ [٥]. هذا تشبيه بليغ، المشبّه فيه مرور الجبال، والمشبّه به مرور السحاب، ووجه الشبه محذوف. يصور الله سبحانه وتعالى هنا حركة الجبال بسرعةٍ شبيهةٍ بسرعة السحاب، مُظهراً عظمة قدرته.

ويتجلى التشبيه البليغ أيضاً في قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [٦]. هنا، المشبّه المضلين، والمشبّه به عضداً، ووجه الشبه محذوف، في إشارةٍ قويةٍ إلى عدم تأييد النبي ﷺ للضالين.

أمثلةٌ من الربع الأخير من كلام الحق

يُستَخدم التشبيه البليغ بكفاءةٍ عاليةٍ في الجزء الأخير من القرآن الكريم، مُبرزاً دقةَ المعنى وقوّة الأثر:

يقول جلّ وعلا: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [٧]. تشبيه بليغ، المشبّه فيه أزواج النبي، والمشبّه به الأمهات، ووجه الشبه محذوف، مؤكداً على مكانةِ زوجات النبي ﷺ ومكانتهنّ في قلوب المسلمين.

كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [٨]. تشبيه بليغ، الأرض كمهاد، والجبال كأوتاد، ووجه الشبه محذوف. يُبرزُ هذا التشبيه قدرةَ الله الخلاقة وتدبيره الكونيّ.

وتتعدد الأمثلة على التشبيه البليغ في هذا الجزء من القرآن، فعلى سبيل المثال: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا﴾ [٩]، و﴿وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ [١٠]، وغيرها من الآيات الكريمة التي تُظهرُ جمالَ البلاغة القرآنيّة.

نجد أمثلةً أخرى في قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾ [١١]، و﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾ [١٢]، حيثُ يبرزُ التشبيه البليغ قوةَ المعنى ووضوحَ الرسالة. كذلك قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ﴾ [١٣]، و﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [١٤]، و﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [١٥]، و﴿فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ [١٦] . كل هذه الآيات تُعدّ أمثلةً رائعةً على استخدام التشبيه البليغ في القرآن الكريم.

في الختام، يُظهرُ هذا الاستعراضُ جزءاً صغيراً من جمالِ البلاغةِ القرآنيّةِ، حيثُ تُجسّدُ هذه الأمثلةُ براعةَ القرآن الكريم في إيصال المعنى بأسلوبٍ بديعٍ، مُؤثّراً وقوياً في آنٍ واحد.

Exit mobile version