أقوال وفوائد عن التنقل والترحال

استكشف مجموعة من الأقوال المأثورة والحكم حول الترحال وأثره على الإنسان. تعرف على فوائد السفر واكتشف أبيات شعرية تعبر عن جماله. اختر الرفيق المناسب قبل الانطلاق في رحلتك.

أهمية الترحال

يعتبر السفر والتنقل من الأمور التي حث عليها الإسلام، لما فيها من فوائد جمة تعود على الفرد والمجتمع. فالسفر فرصة للتأمل في خلق الله، والتعرف على ثقافات وحضارات مختلفة، واكتساب خبرات جديدة.

يقول تعالى: “قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (العنكبوت: 20). هذه الآية الكريمة تحثنا على السفر والتأمل في بديع صنع الله.

كما أن السفر يساعد على توسيع الآفاق، وتغيير الروتين اليومي، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية.

أقوال مأثورة في الترحال

هناك العديد من الأقوال والحكم التي تتحدث عن أهمية السفر وفوائده. ومن بين هذه الأقوال:

  • احرص على اختيار رفيقك قبل الشروع في السفر، فالرفيق الصالح يعينك على الخير، ويذكرك بالله.
  • أن نغرس جذوراً قوية في نفوس أبنائنا، مع إعطائهم حرية الانطلاق واستكشاف العالم، هو أفضل هدية يمكن أن نقدمها لهم.
  • الاستمتاع بتفاصيل الرحلة، والتخطيط المسبق لها، قد يكون أكثر متعة من الوصول إلى الوجهة نفسها.
  • “خيرُ لك أن تسافر وحيداً من أن تصحب رفيق سيئ.”
  • “عند الاستعداد للسفر، ضع أمامك كل ملابسك ونقودك، ثمّ خذ نصف ملابسك وضعف نقودك.”
  • “السفريقهر التحيز والتعصب وضيق الأفق.”
  • “رحلة إلى الخارج تساوي قراءة ألف كتاب.”
  • “سافرتجد عوضاً عمن تفارقه…وانصب فإنّ لذيذَ العيشِ في النصبِ، إنّي رأيتُ وقوفَ الماءِ يُفسده…إن ساحَ طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ.”

هذه الأقوال تعكس أهمية السفر في تغيير نظرتنا للحياة، وتوسيع آفاقنا، واكتساب خبرات جديدة.

انعكاسات السفر على الفرد

للسفر تأثير كبير على الفرد، فهو يساعد على:

  • تغيير طريقة التفكير: السفر يجعلك ترى العالم بمنظور مختلف، وتتعرف على ثقافات وحضارات جديدة، مما يوسع آفاقك.
  • اكتشاف الذات: السفر فرصة للتأمل في نفسك، والتعرف على قدراتك وميولك، واكتشاف جوانب جديدة في شخصيتك.
  • تنمية الثقة بالنفس: السفر يجعلك تعتمد على نفسك، وتواجه تحديات جديدة، مما يزيد من ثقتك بقدراتك.
  • تعلم مهارات جديدة: السفر يجعلك تتعلم لغات جديدة، وتتعرف على عادات وتقاليد مختلفة، مما يوسع مداركك ويزيد من خبراتك.
  • الاسترخاء وتجديد الطاقة: السفر فرصة للابتعاد عن ضغوط الحياة، والاسترخاء وتجديد الطاقة، مما يحسن من صحتك النفسية والجسدية.
  • “لا تتمّ فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلّا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح.”
  • “من لم ير إلا بلده يكون قد قرأ الصفحة الأولى فقط من كتاب الكون.”
  • “السفر في الصغر جزء من التعليم، وفي الكبر جزء من الخبرة.”

السفر ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو فرصة للنمو والتطور الشخصي.

قصائد شعرية عن السفر

لقد تغنى الشعراء بالسفر، وكتبوا عنه أجمل القصائد. ومن بين هذه القصائد:

يقول الشاعرأبو تمامفي قصيدته دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ:

دنا سفرٌ والدر تنأى وتصقبُ
ويَنْسَى سُرَاهُ مَن يُعافى ويُصْحَبُ
وَأَيَّامُنا خُزْرُ العُيونِ عَوابِسٌ	
اذالم يحصها الحزمُ المتلببُ
ُولابُدّ مِن فَرْوٍ إِذَا اجتَابَهُ امْرُؤٌ
غدا وهو سامٍ في الصنابر اغلبُ
امين القوى لم تحصص الحرب رأسهُ
ولم يَنْضُ عُمْراً، وهو أَشْمَطُ أَشْيَبُ
يسرك بأساً وهو غير مغمرٍ
و يعند للأيام حين يجربُ
تظلُ البلادُ ترتمي بضريبها
وتُشمَل مِن أقطَارِهَا وهوَ يُجْنَبُ
اذا البدنُ المقرورُ ألبسهُ غداً
له راشحٌ من تحته بتصببُ
إِذَا عَدَّ ذَنْباً ثِقْلَهُ مِنْكِبُ امرِئٍ
يقُولُ الحَشَا: إحسَانُهُ حين يُذْنِبُ
اتيت اذا استعتبتَ مصقعة ً بهِ
تَملأَّتَ علْماً أَنَّها سَوْفَ تُعْتِبُ
يراهُ الشفيف المرتعنّ فينثني
حسيراً فتغشاه الصبا فتنكبُ
اذا ما اساءت بالثياب فقولهُ
لها كلما لاقتهُ أهلٌ ومرحبُ
إِذا اليَوْمُ أَمسَى وهْوَ غَضْبَانُ
لم يَكُنْ طَوِيلَ مُبَالاة ٍ بهِ حينَ
يَغْضَبُ
كأَنَّ حَواشِيهِ العُلَى وخُصُورَهُ
وما انْحَطَّ منه جَمْرَة ٌ تَتَلهَّبُ
فَهلْ أَنتَ مُهْدِيهِ بِمثْلِ شَكِيرِهمِنَ
الشُّكْرِ يَعْلُو مُصْعِداً ويُصَوبُ؟
لَهُ زِئْبِرٌ يُدْفِي مِن الذم كلَّما
تجلببهث في محفل متجلببُ
فأنت العليم الطبُّ أيّ وصية ٍ
بها كان اوصى في الثياب المهلّبُ
        

يقول الشاعر فاروق جويدة في قصيدته السفر في الليالي المظلمة:

وغدا تسافر
والأماني حولنا.. حيرى تذوب
والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا
ويعصف بالقلوب
لم يبق شيء من ظلالك
غير أطياف ابتسامة
ظلت على وجهي تواسيه
وتدعو.. بالسلامة
وغدا سنمضي فوق أمواج الحياة..
لا نعرف المرسى
وتاهت كل أطواق النجاة
لم لم تعلمني السباحة في البحار؟
لم لم تعلمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟
والصبر.. يا للصبر حلم زائف..
وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار
وغدا تسافر
والمنى حولي تذوب
أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
نبض.. القلوب؟
والآن تجمع في الحقائب
عطر أيام.. الهوى
وعلى المقاعد نامت الذكرى
على صدر المنى..
ما كنت أحسب أننا يوما
سنرجع.. قبل منتصف الطريق
ومع النهاية نحمل الماضي
صغيرا.. مات منا في حريق..
وتسافر الأشواق في أوراقنا
والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
ويسرع.. نحونا..
وعقارب الساعات تصمت..
قد يتوه الوقت..
قد يمضي قطار الليل
قد ننسى.. ونرجع بيتنا
الدرب أظلم حولنا..
من يا ترى سيضيء
هذا الدرب.. حبا مثلنا؟!
الدرب أقسم أن يخاصم
كل شيء.. بعدنا
وهناك في وسط الطريق شجيرة
كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولكم أشاع النور عطرا.. بيننا
شرفات مسكننا المسكين تحطمت..
عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
وبراعم النوار بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوما.. بيتنا؟!
        

تعكس هذه القصائد جمال السفر، وما يتركه من أثر في النفس.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة في بهجة الحياة: تأملات واقتباسات حول السعادة

المقال التالي

درر من أقوال الإمام الشافعي

مقالات مشابهة