أقوال وحكم عن الحرية: رحلة في معانيها

أقوال مأثورة عن الحرية

تُعد الحرية من أسمى القيم الإنسانية، وقد عبر عنها العديد من المفكرين والشعراء بأقوالٍ رائعة. فالحرية كالشمس، يجب أن تنير كل نفس، كما قال أحدهم: “الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس”. وطن المرء حيث تكون حريته، فهو مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، كما في القول: “حيث حريتي ثمة وطني”. إن الحرية هي أساس التمتع بالخيرات الأخرى، فهي جوهر الحياة السعيدة، “الحرية خير يمكننا من التمتع بسائر الخيرات”. ولكن الحرية ليست مطلقة، فإنها تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين: “تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين”. ولا يمكن التمتع بالحرية دون مسؤولية، فالحرية مرهونة بالفضيلة وبالوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان: “الحرية هي الحياة ولكن لا حرية بلا فضيلة” و”لا حرية دون مسؤولية”. ولقد قال أحدهم: “إني لأعجب من الذي يظن الحياة شيئاً والحرية شيئاً آخر، ولا يريد أن يقتنع بأن الحرية هي المقوم الأول للحياة وأن لا حياة إلا بالحرية”. فالحرية ليست مجرد غياب القيود، بل هي القدرة على الاختيار: “الحرية هي الحق في أن تختار وتوجد لنفسك بدائل اختيار”.

إن الحرية قيمة ثمينة، لدرجة أن ثمنها باهظ: “الحرية أثمن ما في الوجود، لذلك كأن ثمنها باهظاً”. كما أن الحرية مرتبطة بالمسؤولية تجاه الآخرين: “لا يستحق الحرية من ينكرها على الآخرين”، و “الإنسان الحر هو من يحترم حريات الآخرين”. وحتى في أوقات الضيق، تبقى الحرية هي الملاذ، كما في قول الشاعر: “ثقيلة هي قيودي… والحرية كل مناي، وأشعر بخجل وأنا أحبو إليها”. وحتى الطيور الصغيرة كالبُلْبُل، تُظهر مدى أهمية الحرية، فبمجرد حبسها، تُصاب باليأس والموت: “البلبل، على ضعفه وصغره، هو بطل الحرية، ما أودع قفصاً إلا ومات فيه غما أو انتحر يأساً”.

إن الحرية ليست مجرد امتياز فردي، بل هي مسؤولية جماعية: “نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحراراً”. فالحرية تنظمها القوانين، فهي ليست فوضى عارمة: “الحرية من غير قأنون ليست سوى سيل مدمر”، “الحرية هي الحق في أن تعمل ما يبيحه القانون”.

حرية التعبير: حق أصيل

حرية التعبير من أهم ركائز الحرية، وهي حق لكل فرد أن يُعبّر عن رأيه بحرية، مع احترام حقوق الآخرين، فلك الحق في التعبير عن ما تُحب، وللآخرين حق التعبير عن ما يعارضك: “حرية التعبير حقك في قول ما يعجبك وحق الآخرين في قول ما لا يعجبك”. ولكن هذه الحرية لا تعني التطاول أو التشهير بالآخرين، فلك حق كره الأشخاص لكن ليس لك الحق في تشويه سمعتهم: “لك حرية كره الأشخاص، لكن ليس من حقك أن تشوه سمعة من تكره”. إن حرية الفكر هي الأساس، ولا يمكن أن تُحدّ هذه الحرية، كما في قول أحد المفكرين: “في اللحظة التي تعلن فيها بأن مجموعة من الأفكار أعلى من النقد، السخرية، أو الاحتقار.. تصبح حرية الفكر مستحيلة”.

كما أن حرية المرأة ليست مجرد خلع الزينة التقليدية، بل هي حرية الاختيار والتفكير والحياة: “حرية المرأة لا تعني أبداً تحررها من الملابس والزينة التقليدية، إن حرية المرأة تعني حرية الاختيار وحرية التفكير وحرية الحياة”. إن حرية الفرد لا تتوقف عند قدرته على فعل ما يريد، بل هي حرية من فعل ما لا يريد: “حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد”.

أحكام وقيم الحرية

تتعدد الأحكام والأقوال التي تُبرز أهمية الحرية، فالحرية هي السعادة، وهي مرتبطة بالشجاعة: “الشجاع يكون حراً”، “الحر هو إنسان سعيد… سر الحرية هو الشجاعة”. وأن الحرية هي الرغبة في تحمل المسؤولية: “الحرية هي الرغبة بأن نكون مسؤولين عن أنفسنا”. وحتى المال، يُمكن أن يكون وسيلة للحرية أو طريقاً للعبودية، فالمال في يدك هو وسيلة لتحقيق الحرية، أما المال الذي تسعى إليه فهو طريق العبودية، كما في القول: “إن المال الذي في يدك هو وسيلة إلى الحرية، وأما المال الذي تسعى إليه فهو طريق العبودية”. وإن الحرية لا تعني غياب الالتزامات، بل هي اختيار ما هو أفضل: “ليست الحرية غياب الالتزامات إنما هي القدرة على اختيار ما هو أفضل لي وإلزام نفسي به”. وحتى في أوقات الشدة، يجب أن تُحارب من أجل الحرية، كما في القول: “إذا كانت الحرية ضعيفة التسليح فعلينا تسليحها بقوة الإرادة”.

وإن الإنسان حر فيما يعلم، ومسيّر فيما لا يعلم، فالعلم يزيد من حرية الإنسان: “إن الإنسان مخير فيما يعلم، مسيّر فيما لا يعلم، أي أنه يزداد حرية كلما ازداد علماً”. وإن الحرية هي الأمل الأخير للإنسان: “الحرية هي أخر وأفضل أمل على ظهر الأرض”. وكما قال مارتن لوثر كينغ: “لا يستطيع أحد أن يمتطي ظهرك إلا إذا انحنيت”. والحرية ليست شيئاً جزئياً، إما أن تكون حراً أو لا تكون، كما قال والتر كرونكايت: “ليس هناك حرية جزئية، إما أن تكون حراً أو لا تكون”. ويُعتبر أفضل طريق للإنجاز هو الحرية: “أفضل طريق للإنجاز هو الحرية”.