جدول المحتويات:
تأملات في قيمة العلم ومكانته
العلم هو النور الذي يضيء دروب الحياة، وهو السلاح الذي يواجه به الإنسان تحديات العصر. إنه أساس التقدم والازدهار، والسبيل الأمثل لتحقيق الرفعة والرقي. لقد أولى الإسلام اهتماماً بالغاً بالعلم، وحث المسلمين على طلبه والسعي إليه، وجعل العلماء ورثة الأنبياء.
نصوص قرآنية في فضل العلم
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تشير إلى فضل العلم وأهميته، وتحث على طلبه والسعي إليه. ومن هذه الآيات قول الله تعالى:
“(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)” [الزمر: 9].
وهذه الآية الكريمة تبين بوضوح أن العلم يرفع صاحبه، ويميزه عن غيره، وأن أصحاب العقول الراجحة هم الذين يدركون قيمة العلم وأهميته.
وقال تعالى: “(شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ)” [آل عمران: 18].
وهذه الآية تدل على عظم مكانة العلماء، حيث قرن الله شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة.
وقال تعالى: “(يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـاتٍ)” [المجادلة:11].
وهذه الآية تبين أن الله يرفع أهل العلم درجات في الدنيا والآخرة.
أحاديث نبوية تحث على طلب العلم
ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأحاديث التي تحث على طلب العلم، وتبين فضله وأهميته. ومن هذه الأحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«طلب العلم فريضة على كل مسلم».
وهذا الحديث يبين أن طلب العلم واجب على كل مسلم ومسلمة، ولا يجوز التهاون فيه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
وهذا الحديث يدل على أن الفقه في الدين علامة على إرادة الله الخير بالعبد.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلىالجنة».
وهذا الحديث يبين أن طلب العلم سبب لدخول الجنة، وأن الله يسهل على طالب العلم طريقه إليها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تجلسوا عند كل عالم إلا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس : من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى الإخلاص ومن الرغبة إلى الزهد ومن الكبر إلى التواضع ومن العداوة إلى النصيحة ”
أقوال الحكماء في أهمية العلم
لقد أدرك الحكماء والعلماء على مر العصور قيمة العلم وأهميته، وتركوا لنا أقوالاً مأثورة تدل على ذلك. ومن هذه الأقوال:
“من ذاق ظلمة الجهل أدرك أن العلم نور” (مصطفى نور الدين).
“من اتخذ من الحكمة لجاماً ، اتخذه الناس إماماً” (أبقراط).
روى الإمام مسلم -رحمه الله – : ” لا ينال العلم براحة الجســم ” .
وقال أبويوسف تلميذ أبي حنيفة: “من ظن أنه يستغني عن التعلّم فليبكِ على نفسه”.
“العلم كالأرض لا يمكننا أن نمتلك منه سوى القليل” (فولتير).
جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه قد علم فقد جهل”.
شعر عن العلم وأهميته
تناول الشعراء العلم في أشعارهم، وبينوا فضله وأهميته، وحثوا على طلبه والسعي إليه. ومن هذه الأشعار:
قال الدؤلي عن العلم:
قد يجمع المالَ شخصاً ثم يحرمه … عما قليل فيلقى الذلوالحربا
العلم كنز وذخر لا فناء له … نعمَ القرين إذا ما صاحب الصحبا
وقال الشافعي:
العلم مغرس كل فخر فافتخر … واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
فلعل يوماً إن حضرت مجلسٍ … كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
وقال الشافعي:
رأيت العلم صاحبه كريمٌ … ولو ولدته آباء لئامُ
فلولا العلم ما سعدت رجالٌ … ولا عُرف الحلال ولا الحرام
وقال أحمد شوقي:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم … لم يُبن ملك على جهلٍ وإقلالِ
كفاني ثراءً أنني غير جاهلٍ … وأكثر أرباب الغنى اليوم جهالُ
عبارات العلماء عن قيمة العلم
نقلت لنا كتب التراث أقوال العلماء عن العلم وفضله، ومن ذلك:
قال الزهري: “ما عبد الله بمثل الفقه”.
قال الشافعي: “طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة “.
قال الثوري:” ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية” .
قال ابن مسعود:” اغد عالماً أو متعلماً ، ولا تغد إمعة بين ذلك”
قال أبو الدرداء : “من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه “.
قال ميمون :” إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد” .
قال عبد الملك بن مروان لبنيه :” يا بني : تعلموا العلم ، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً ، وإن افتقرتم كان لكم مالاً “.
قال أبو الدرداء :” يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء “.
يقول عباس العقــاد في العلم :
– اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات ، أنفع لك من أن تقرأ ثلاث كتب جديدة.
– كل شيء يرخص إذا كثر إلا العلم ، فإنه إذا كثر غلا .
– أزهد الناس بالعالم ، أهله .
– ومن طلب العلوم بغير كد … سيدركها إذا شاب الغراب
– قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة، وقد أمكنه أن يكون إنساناً، أو يكون إنسانا ، وقد أمكنه أن يكون ملكاً .