فهرس المحتويات
- خصائص وسمات النفوس الجبانة
- سلوكيات الجبناء في مواجهة التحديات
- الجبن وعلاقته بالعاطفة
- خطوات عملية للتغلب على الخوف
خصائص وسمات النفوس الجبانة
وصف الشعراء والفلاسفة الجبن بألفاظٍ متنوعة، نستعرض بعضها فيما يلي:
قال الشافعي رحمه الله: “ضحكت فقالوا ألا تحتشم، بكيت فقالوا ألا تبتسم، بسمت فقالوا يرائي بها، عبست فقالوا بدا ما كتم، صمت فقالوا كليل اللسان، نطقت فقالوا كثير الكلم، حلمت فقالوا صنيع الجبان، ولو كان مقتدرًا لانتقم، بسلت فقالوا لطيش به وما كان مجترئًا لو حكم، يقولون شذّ إن قلت لا وإمّعة حين وافقتهم، فأيقنت أنّي مهما أرد رضى الناس لا بدّ من أن أذم”.
كما قال توماس جيفرسون: “يفضل الإنسان الجبان هدوء الطغيان على بحر الحرية الهادر”.
وذكر مصطفى السباعي: “التجارب تنمي المواهب، وتمحو المعايب، وتزيد البصير بصرًا، والحليم حلمًا، وتجعل العاقل حكيمًا، والحكيم فيلسوفًا، وقد تشجع الجبان، وتسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي، ومن زادته عمى على عماه، وسوءًا على سوئه، فهو من الحمقى المختومين”.
وأشار أحمد شوقي إلى أن: “إنّ الشجاع هو الجبان عن الأذى، وأرى الجريء على الشرور جبانًا”.
ونجد لدى داود الأنطاكي قولاً رائعا: “العشق فضيلة تنتج الحيلة، وتشجع الجبان، وتسخي كف البخيل، وتصفي ذهن الغبي، وتنطق بالشعر لسان الأعجم، وتبعث حزم العاجز الضعيف”.
وختاماً، يقول إدوارد جيبون: “الجبناء دائمًا قساة”.
سلوكيات الجبناء في مواجهة التحديات
يُعرف الجبن بأنه خوف مفرط وضعف في القلب، يدفع صاحبه إلى الهروب من المواجهة. وفيما يلي بعض الأقوال التي تصف هذا السلوك:
يقول غوته: “الجبان يهدد إذا شعر بالأمان”.
ووصف جون بول فريدريك ريختر الأمر بقوله: “الخجول يخاف قبل وقوع الخطر، والجبان وقت وقوعه، أمّا الشجاع فبعد وقوعه”.
بينما أشار علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إلى أن: “حين يبكي الشجاع يضحك الجبان”.
أما هتلر فرأى أن: “قد يجد الجبان 36 حلًا لمشكلته، ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها، وهو الفرار”.
وذكر شكسبير: “قد يحارب الجبان إذا لم يستطع الفرار”.
وخلص ألبرت شفايتزر إلى القول: “نعيش في عالم خطير، فالإنسان حكم الطبيعة قبل أن يتعلم كيف يحكم نفسه”.
الجبن وعلاقته بالعاطفة
قد يتجلى الجبن في جوانب مختلفة من الحياة، حتى في الحب والعلاقات العاطفية. بعض الأقوال توضح ذلك:
يتدفق نور الحب من أرواحنا، لكن غالبًا ما يحجبه خوفنا من إظهاره.
ومفارقة الحب أنه يضم درجة من الغضب والخوف والنقد.
يتسم تاريخ الوعي البشري بالمعركة بين الإدراك القديم، وطرق الخوف، والإدراك الجديد، وطرق الحب.
يجب أن نخاف الله بدافع الحب لا أن نحبه خوفًا.
يصل الخوف من الحب أحيانًا إلى عمق الذعر، يشبه أحيانًا الخوف من الموت.
هناك ستة أسباب تجعل الإنسان يفعل أيّ شيء: الحب، والإيمان، والجشع، والملل، والخوف، والانتقام.
يعرف محارب النور أن بعض المعارك المستحيلة تستحق القتال، ولذا فهو لا يخاف من الشعور بخيبة أمل، ومعرفة قوة حبه.
خطوات عملية للتغلب على الخوف
على الرغم من الأقوال التي تصف الجبن، إلا أن هناك العديد من الأقوال التي تحث على تجاوز الخوف. إليك بعضها:
الحذر ليس بجبن، كما أن التهور ليس بشجاعة.
في كل إنسان هناك ضعف وقوة، شجاعة وجبن، صمود واستسلام، نقاء وقذارة، فالمخلص يقاوم، والغادر يخون، والضعيف يتهاوى تحت اليأس، والبطل يقاتل.
أهم شيء هو ألّا تخاف، فعدوّك الذي يجبرك على التراجع يخافك في تلك اللحظة ذاتها.
للتعامل مع الخوف، عليك بثلاثة: انظر إليه على أنه أمر واقع، عالج أسبابه؛ لأن للخوف أسبابًا، ثمّ حاول أن تحوله إلى غضب.
لقد ابتكرت طريقة عجيبة للتعامل مع الخوف، فحتى لو لم أكن شجاعًا، فإنّ تعرضي للخطر باستمرار جعلني اعتاد عليه حتى زال الخوف من تفكيري نهائيًّا.
لقد اكتشفت أن هناك طريقة واحدة لمعالجة الخوف وهي أن تخرج وتخيف نفسك.
كثيراً ما يتملكنا شعور بالخوف من أشياء أو مواقف معينة، فلا يمكن إزالة هذا الخوف إلا بالخوف من الله سبحانه والاتّكال عليه.
لا داعي للخوف من صوت الرصاص، فالرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها.
ليس باستطاعتنا أن نكتشف محيطات جديدة ما لم تكن لدينا الشجاعة بأن نخسر منظر الشاطئ.
الجبناء يهربون من الخطر، والخطر يهرب من الشجعان.
تتضاعف الشجاعة بالجرأة، ويزداد الخوف بالتردد.
من بين أسوأ الكاذبين في هذا العالم، هي تلك المخاوف المتعمقة من المجهول.
أنا لا أخاف الغد حيث أني رأيت الأمس وتعلمت حُب اليوم.
هناك شيء وحيد فقط يجب علينا أن نخشاه، وهو الخوف نفسه.
الجبن هو ذلك الإبرة التي تخترق أجسامنا وأحلامنا، لأنها تحمل خيوطًا كي تربطنا بالضياع، إلا أنّه يجب علينا تجاوزه.
إذا أردت تحقيق ما تريده، فعليك الذهاب للجهة الأخرى من الخوف وتجاهل الجبن في داخلك.
يُمكنكم أن تحققوا كلّ ما ترغبون فيه، إذا تجاوزتم مخاوفكم، وحدثتم أنفسكم بقدرتها على ذلك.
البعض من شدة الجبن والخوف يقعون في الذل.
الجبن هو سفينة تسير بالإنسان دون هدى، فيصبح خائفًا من الأمواج وخائفًا من البحر، ومن السماء أن ترسل أمطارًا، ويخاف أيضًا من نفسه إن لم يجد ما يخافه، فلتكونوا على وعي في تجاوزه.
لا يرجع الألم الذي تشعر به إلى الحدث نفسه، بل يرجع إلى تقديرك المبالغ فيه للأمور، والآن عليك التحلي بالتقدير الطبيعي للأمر ومواجهة هذا الخوف وتجاوز الجبن، والتصرّف بما هو صحيح.
ما يجعل الإنسان يمتلك الهدوء في المواقف التي تحتم عليه الشعور بالخوف، وتُلقي في نفسه الجبن من التعامل معها، هو اقتناعه بأن هذه ليست أسوأ الأحداث وأن الحياة لن تنتهي عند هذا الحدث.
الجبان دومًا متردد، يقف مكانه لينتظر مساعدة الآخرين، على الرغم من أنه الوحيد القادر على مساعدة نفسه، لكن خوفه من الفشلوالجبن الذي تنامى بداخله كان العائق أمام المحاولة.
