أقوال الصحابة عن النبي الكريم

نظرة على أقوال الصحابة الكرام حول حبهم للنبي، خلقه، كرمه، ووصفه الشريف.

فهرس المحتويات

البابالرابط
محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلممحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
خُلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلمخُلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
كرم النبي صلى الله عليه وسلمكرم النبي صلى الله عليه وسلم
وصف النبي صلى الله عليه وسلموصف النبي صلى الله عليه وسلم
المراجعالمراجع

شهادة الصحابة على حبهم للنبي

تُظهر أقوال الصحابة الكرام مدى حبهم العميق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد أفصحوا عن هذا الحب بشتى الطرق، من خلال أفعالهم وقولهم. سنذكر هنا بعض الأمثلة البارزة على ذلك:

روى أنس بن مالك رضي الله عنه قصة تُظهر مدى تعلقهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير: (أنَّ أبَا بَكْرٍ كانَ يُصَلِّي لهمْ في وجَعِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، حتَّى إذَا كانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وهُمْ صُفُوفٌ في الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سِتْرَ الحُجْرَةِ يَنْظُرُ إلَيْنَا وهو قَائِمٌ كَأنَّ وجْهَهُ ورَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الفَرَحِ برُؤْيَةِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-).[١][٢]

وفي رواية أخرى لنفس الصحابي الجليل، أنس بن مالك رضي الله عنه، يُظهر مدى انبهارهم بجمال وجه النبي صلى الله عليه وسلم : (فَلَمَّا وضَحَ وجْهُ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ما نَظَرْنَا مَنْظَرًا كانَ أعْجَبَ إلَيْنَا مِن وجْهِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حِينَ وضَحَ لَنَا).[٣][٢]

كما عبّر عمرو بن العاص رضي الله عنه عن حبه الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وما كانَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ مِن رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ولا أجَلَّ في عَيْنِي منه، وما كُنْتُ أُطِيقُ أنْ أمْلأَ عَيْنَيَّ منه إجْلالًا له، ولو سُئِلْتُ أنْ أصِفَهُ ما أطَقْتُ؛ لأَنِّي لَمْ أكُنْ أمْلأُ عَيْنَيَّ منه، ولو مُتُّ علَى تِلكَ الحالِ لَرَجَوْتُ أنْ أكُونَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ).[٤][٥]

وقد بُيّن حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن مدى حبه له، فأجاب: “كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ”.[٥]

صفات النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاقية

أجمع الصحابة الكرام على جمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان قدوة حسنة في الأخلاق. بعض أقوالهم في هذا الشأن:

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا).[٦][٧]

وأكدت السيدة عائشة رضي الله عنها على رفق النبي صلى الله عليه وسلم بقولها: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).[٨][٩]

وعندما سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، أجابت: (كان خُلُقُه القُرآنَ).[١٠][١١]

سِعة كرم النبي صلى الله عليه وسلم

اشتهر النبي صلى الله عليه وسلم بسعة كرمه، وقد أثنى عليه الصحابة كثيراً في هذا الصدد:

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).[١٢][١٣]

وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قصة تُظهر كرم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى الإسْلَامِ شيئًا إلَّا أَعْطَاهُ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فأعْطَاهُ غَنَمًا بيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إلى قَوْمِهِ، فَقالَ: يا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فإنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لا يَخْشَى الفَاقَةَ).[١٤][١٥]

الوصف الجسماني للنبي صلى الله عليه وسلم

وَردت العديد من الروايات التي تصف النبي صلى الله عليه وسلم جسدياً، إليكم بعضها:

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا، ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، ولَا بالقَصِيرِ).[١٦][١٧]

وأكّد أنس بن مالك رضي الله عنه على ذلك بقوله: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، ولَا بالقَصِيرِ، ولَا بالأبْيَضِ الأمْهَقِ، وليسَ بالآدَمِ، وليسَ بالجَعْدِ القَطَطِ، ولَا بالسَّبْطِ).[١٨][١٩]

المراجع

[١] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، حديث صحيح.

[٢] أبأحمد بن عبد الفتاح زواوى،كتاب شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بتصرّف.

[٣] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، حديث صحيح.

[٤] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، حديث صحيح.

[٥] أبمحمد بن خليفة التميمي،حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة، بتصرّف.

[٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، حديث صحيح.

[٧] مجموعة من المؤلفين،كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، بتصرّف.

[٨] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، حديث صحيح.

[٩] القاضي عياض،كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، بتصرّف.

[١٠] رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، حديث صحيح.

[١١] الجلال السيوطي،كتاب الجامع الصغير وزيادته، بتصرّف.

[١٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، حديث صحيح.

[١٣] بدر الدين الدماميني ،كتاب مصابيح الجامع، بتصرّف.

[١٤] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، حديث صحيح.

[١٥] سعيد بن وهف القحطاني،كتاب مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى، بتصرّف.

[١٦] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، حديث صحيح.

[١٧] محمد فؤاد عبد الباقى،كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، بتصرّف.

[١٨] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، حديث صحيح.

[١٩] الجلال السيوطي،كتاب الشمائل الشريفة، بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

خواطر الرحيل والفراق

المقال التالي

كلمات من نور: الرضا بقضاء الله

مقالات مشابهة