أطول آية في القرآن الكريم: سبب نزولها وفوائدها

جدول المحتويات

سور القرآن الكريم وآياته

القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي أنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال فترة الدعوة الإسلامية التي استمرت ثلاثاً وعشرين سنة. نزل القرآن مفرقاً بحسب الأحداث والوقائع التي كانت تمر بها الأمة الإسلامية، وذلك لتلبية احتياجات الدعوة وتثبيت قلوب المؤمنين. قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) [الفرقان: 32].

تنقسم سور القرآن إلى قسمين رئيسيين: المكي والمدني. السور المكية نزلت قبل الهجرة وتتميز بتركيزها على العقيدة والأخلاق، بينما السور المدنية نزلت بعد الهجرة وركزت على التشريعات والأحكام التي تنظم حياة المجتمع الإسلامي.

أطول آية في القرآن وسبب نزولها

أطول آية في القرآن الكريم هي الآية 282 من سورة البقرة، والمعروفة بآية الدين. تتناول هذه الآية موضوع الديون وتوثيقها، حيث تأمر المؤمنين بكتابة الدين والإشهاد عليه لضمان حقوق الطرفين. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إَِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 282].

سبب نزول هذه الآية يرتبط ببيع السلم، وهو نوع من البيع حيث يتم دفع الثمن مقدماً مقابل تسليم السلعة في وقت لاحق. وقد ذكر المفسرون أن الآية تشمل أيضاً القروض والديون الأخرى، حيث تؤكد على أهمية التوثيق لحماية حقوق الأطراف.

فوائد من آية الدين

تحمل آية الدين العديد من الفوائد التشريعية والاجتماعية، منها:

بالإضافة إلى ذلك، فإن الآية تعكس حرص الإسلام على تنظيم المعاملات المالية وحماية حقوق الناس، مما يسهم في استقرار المجتمع وتعزيز التعاون بين أفراده.

المراجع

Exit mobile version