أصل تسمية أطلس: رحلة عبر التاريخ والأساطير

فهرس المحتويات

معنى أطلس عبر العصور

تُشير كلمة “أطلس” في الوقت الحاضر إلى مجموعة من الخرائط الجغرافية، مُرتبة ومنظمة لتُشكل مرجعًا جغرافيًا شاملاً. لكن رحلة هذه الكلمة عبر الزمن تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد تعريف جغرافي، لتشمل أساطير وأبعادًا ثقافية متنوعة.

أطلس في الميثولوجيا الإغريقية

في الميثولوجيا الإغريقية، أطلس هو إله عملاق، اشتهر بقوته الخارقة، حيث كان يُحمل قبة السماء على كتفيه. يعتبر أطلس من أبناء بوسيدون، أخًا لبروميثيوس وأيبيميثيوس. أبناؤه هم هيسبيريديس، وميروبي، وكاليبسو. ارتباط أطلس بحمل السماء يُظهر مكانته الأسطورية كرمز للقوة والتحمل.

ويُعتقد أن تسمية جزيرة أطلنطس الأسطورية المفقودة، وجبال أطلس، وحتى قمر أطلس، ترجع إلى هذا الإله اليوناني العظيم، مما يعكس التأثير العميق لأساطير الإغريق على التسميات الجغرافية.

نظرة أمازيغية على أصل الكلمة

يقدم الباحث في الميثولوجيا الأمازيغية، حفيظ خضيري، رأيًا مغايرًا، مشيرًا إلى أن كلمة “أطلس” قد تكون ذات أصل أمازيغي محض، مرتبطة بالظواهر الطبيعية. ويقترح أن الكلمة، بلفظها الأمازيغي، تُشير إلى “مقبرة الشمس”، في إشارة إلى عبادة الشمس المنتشرة في تلك الحضارات القديمة، مع اعتبار المغرب موطنًا قديمًا يُدعى “أرض الله” أو “مملكة الموت”. هذه النظرية تُقدم تفسيرًا بديلًا لأصل الكلمة، بعيدًا عن التفسير اليوناني البحت.

رأي الدكتور أحمد الهاشمي

يُضيف أستاذ الطوبونيميا، الدكتور أحمد الهاشمي من جامعة ابن زهر بالمغرب، بعدًا آخر للتحليل. فبحسب رأيه، يعود أصل الكلمة إلى “أدلاس”، التي تتحول إلى “تيدلاس” ثم “تيلاس”، بمعنى “الظلمات”. يشير هذا التفسير إلى المماثلة الصوتية بين اللام والدال، ويُفسر تسمية المحيط الأطلسي بـ”بحر الظلمات”. كما يُرجع تسمية جبال أطلس إلى انحدارها نحو المحيط الأطلسي، مُبررًا بذلك الارتباط بين الجبال والمحيط.

أطلس في المعاجم اللغوية

يُعرّف معجم المعاني الجامع كلمة “أطلس” بأنها اسم جمعها “أطالس”، ومؤنثها “طلساء”. وفي اللغة الجغرافية، يُشير إلى كتاب يضم مجموعة من الخرائط الجغرافية، مرتبة حسب موضوع معين. قد يضم أطلس خرائط لقارة، كأطلس قارة أفريقيا، أو لإقليم، كأطلس العالم العربي، أو خرائط عامة للعالم، أو خرائط خاصة بدولة أو تقسيم إداري أصغر، أو حتى خرائط تاريخية، كخرائط تتعلق بالدولة الرومانية أو الدولة العثمانية. هذا التعريف يُبرز استخدام الكلمة في سياقها الجغرافي الحديث.