أصل البن: رحلة من اليمن إلى العالم

قهوة: مشروب عالمي

تُعدّ القهوة من أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم، يتمتع بمذاقها المميز ورائحتها العطرية الفريدة. تُحضّر من بذور نبات البن المحمّصة، والتي تُزرع في سبعين دولة حول العالم. تُعتبر مادة البنّ الأخضر ثاني أكثر سلعة تُتداول عالمياً بعد النفط الخام. يُعزى تأثيرها المنشّط إلى احتوائها على الكافيين.

تاريخ القهوة وموطنها الأصلي

تشير معظم الأدلة إلى أنّ اليمن، وتحديداً منطقة موكا، هي الموطن الأصلي لنبات البن. لكنّ بعض الروايات الشعبية تُشير إلى شعب الأورومو في إثيوبيا باعتبارهم أوّل من اكتشف خصائص القهوة المنشطة، إلا أنّه لا يوجد دليل علمي قاطع يدعم هذه النظرية.

رحلة القهوة عبر العالم

بعد اكتشافها في اليمن، كانت شبه الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية حالياً) سبّاقة في تحميص وإعداد القهوة. ثمّ انتشرت القهوة إلى بلاد فارس، وشمال أفريقيا، وتركيا في القرن السادس عشر. أما الأوروبيون، فقد تعرّف الإنجليز عليها أولاً، حيث ظهرت المقاهي التي تُقدّم القهوة في إنجلترا عام 1552. بعدها بعامين، افتتح دمشقي وحلبي محلين لبيع القهوة في اسطنبول، أصبحا ملتقى الأدباء والمفكرين الذين أطلقوا عليها اسم “حليب المفكرين”.

خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، كان الملك لويس الرابع عشر في فرنسا يُقدّم القهوة لضيوفه، وقد ازدهرت المقاهي في باريس في عهد لويس الخامس عشر، ليصل عددها إلى حوالي ستمائة محلّ، بالرغم من عدم وجود نبات البنّ في فرنسا. بعد جلب شجرة بن من اليمن إلى حديقة النباتات الفرنسية، نُقلت زراعة البنّ إلى جزر المارتينيك، ومن ثمّ إلى البرازيل، ليمتدّ انتشارها في أمريكا الجنوبية.