أشكال المفعول به في اللغة العربية

تصنيفات المفعول به

ينقسم المفعول به إلى قسمين رئيسيين: صريح وغير صريح. وسنستعرض كلاً منهما بالتفصيل:

المفعول به الصريح

يُعرّف المفعول به الصريح بأنه الاسم الذي يتلقى أثر الفعل مباشرةً. مثال: “زرعَ الفلاحُ الحقلَ”. يأتي بأشكال مختلفة، منها:

  • اسم ظاهر: مثل “قطفَ الولدُ الزهرةَ”، فـ “الزهرة” مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ضمير متصل: مثل “كَرَّمَهُ المديرُ”، فالياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
  • ضمير منفصل: مثل “إيَّاكَ أطيعُ”، فـ “إيَّاكَ” ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به متقدم.

يُرتبط المفعول به الصريح بأفعال مختلفة، مثل:

  • الأفعال المتصرفة: مثل “يُعلّمُ الأستاذُ الطلابَ”.
  • الأفعال الجامدة: مثل “(هَلُمَّ نُصْرَةَ اللهِ)” [٣]، فـ “نُصْرَةَ” مفعول به منصوب للفعل الجامد “هَلُمّ”.
  • المصادر: مثل “كتابةُ الرسالةِ مهمةٌ”، فـ “الرسالة” مفعول به منصوب للمصدر “كتابة”.
  • أسماء الفاعل: مثل “الطالبُ الناجحُ الامتحانَ”، فـ “الامتحان” مفعول به منصوب لاسم الفاعل “الناجح”.
  • أسماء المفعول: مثل “رأيتُ كتاباً مطبوعاً جيداً”، فـ “جيداً” مفعول به منصوب لاسم المفعول “مطبوعاً”.
  • أسماء الأفعال: مثل “بين يديكَ الكتاب”، فـ “الكتاب” مفعول به منصوب لاسم الفعل “بين”.

المفعول به غير الصريح

المفعول به غير الصريح هو ما يرتبط بالفعل عن طريق حروف جرّ، فيجرّ ظاهراً وينصب محلّاً. مثال: “ذهبتُ بزيدٍ”، بمعنى “أخذتُ زيداً”. قد يُحذف حرف الجرّ، ويُسمّى “نزع الخافض”. مثال: “سررتُ نجاحَ الطالبِ”، والأصل “سررتُ من نجاحِ الطالبِ”. قد يكون المفعول به غير الصريح جملة اسمية، مثل: “علمتُ أنّكَ صادقٌ” بمعنى “علمتُ صدقَكَ”. أو جملة فعلية: “رأيتُكَ تلعبُ” بمعنى “رأيتُ لعبَكَ”.

أحكام وقواعد المفعول به

حدد النحاة أحكاماً للمفعول به، أهمها:

  1. النصب: يجب أن يكون المفعول به منصوباً. مثال: “رمى اللاعبُ الكرةَ”.
  2. الجواز في الحذف: يجوز حذف المفعول به إذا دلّ عليه السياق. مثال: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى)[٦]، التقدير “وما قلاك”.
  3. جوز الحذف الفعل: يجوز حذف الفعل إذا دلّ عليه السياق، ويكفي الدليل على المعنى. مثال: سؤال: “من كرمت؟” جواب: “العلماء”، أي كرمت العلماء.
  4. التقديم والتأخير: يأتي المفعول به بعد الفعل والفاعل، لكنّه قد يتقدّم عليهما للتّركيز. مثال: “الكتابَ قرأتُهُ”، “المتفوقَ كرمهُ المديرُ”.

سبب اختيار حالة النصب للمفعول به

اختار النحاة النصب للمفعول به والرفع للفاعل. وقد ذُكر أنّ الفاعل قويّ وثقيل، وعادةً ما يكون واحداً، أمّا المفعول به فيكون متعدداً، وأخفّ؛ ولذلك اختير النصب له.

تعريف المفعول به

تعددت تعريفات النحاة للمفعول به. منها تعريف ابن بابشاد: “المفعول به يُذكر للبيان عمن وقع عليه الفعل”. و تعريف الحريري: “كل اسم تعدى إليه الفعل”. والزمخشري: “الذي يقع عليه فعل الفاعل”. وخلاصة التعريفات: “الاسم المنصوب الذي يقع عليه فعل الفاعل، سواء أكان الفعل مثبتاً أم منفياً”. ويشترط أن يكون اسماً (صريحاً أو غير صريح)، منصوباً، وأن يقع عليه فعل الفاعل.

المراجع

  1. أبجرجي عطية (2004م)، سُلّم اللسان في الصّرف والنحو والبيان (الطبعة الرابعة)، بيروت-لبنان: دار ريحاني للطباعة والنشر، صفحة 263. بتصرّف.
  2. بتفراس عيسى (2015)، تقدم المفعول به في القرآن الكريم: “دراسة نحويّة دلاليّة إحصائيّة”، القدس-فلسطين: جامعة القدس، صفحة 14، 18. بتصرّف.
  3. سورة الأنعام، آية: 150.
  4. سورة الفاتحة، آية: 1.
  5. الدكتور ناصر النواصرة (2015)، “رتبة المفعول به بين التقديم والتأخير في التركيب اللغوي العربي”، حوليّة كلية اللغة العربية بنين بجرجا- جامعة الأزهر، العدد التاسع عشر، صفحة 520-521. بتصرّف.
  6. سورة الضحى، آية: 3.
  7. د. سميرة حيدا (2015)، محاضرات في النحو العربي: المفاعيل الخمسة، وجدة-المغرب: جامعة محمد الأول، صفحة 20، 22. بتصرّف.
Exit mobile version