مكونات الفاعل في الجملة العربية
يُعرف الفاعل في علم النحو بأنه الاسم الذي يُصدر عنه الفعل، وهو الركن الأساسي في الجملة الفعلية. ومشتقة كلمة “فاعل” من الفعل “فعل”، بمعنى من قام بالفعل. كما يُعرف عند ابن جني بأنه: “الفاعل عند أهل العربية كل اسم ذكرته بعد فعل وأسندت ونسبت ذلك الفعل إليه”. ويتميز الفاعل دائماً برفع إعرابي.
صور الفاعل المختلفة
يظهر الفاعل في الجملة العربية بأشكال متعددة، منها:
الفاعل الظاهر
هو الاسم الواضح المذكور بعد الفعل، سواء كان مفرداً أو مثنى أو جمعاً أو اسماً علمًا. أمثلة: “قرأَ **زيدٌ** الكتاب”، “نجحَ **الطّالبانِ**”، “سافرتْ **النساءُ**”. يُعرب الاسم الظاهر هنا فاعلاً مرفوعاً، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة أو التنوين.
الفاعل الضمير
يأتي الفاعل أحياناً على هيئة ضمير، إما متصلًا بالفعل أو مستترًا. أمثلة على الضمير المتصل: “كتبتُ الدرس” (ضمير المتكلم “تُ” مبني في محل رفع فاعل)، “اجتمعنا في المنزل” (ضمير واو الجماعة مبني في محل رفع فاعل). أما الضمائر المستترة، فتقدّر بحسب سياق الكلام، مثل: “سافر” (تقديره: هو سافر)، “أكلتُ” (تقديره: أنا أكلت).
الفاعل المُشار إليه
قد يُعبّر عن الفاعل بواسطة اسم إشارة، مثل: “أعجبني **هذا** المشهد”، “رأيتُ **ذلك** الرجل”. يُعرب اسم الإشارة هنا فاعلاً مبنياً.
الفاعل الموصول
يمكن أن يكون الفاعل اسماً موصولاً، كما في: “الذي **قرأ** الكتاب فهمه”، “من **درس** بجد نجح”. يُعرب الاسم الموصول في هذه الحالات فاعلاً مبنياً.
المصدر المؤول
يُشكل المصدر المؤول نوعاً خاصاً من أنواع الفاعل. يتكوّن من “أن” المصدرية + فعل مضارع، أو “أنّ” الناصبة + اسمها وخبرها. أمثلة: “يسرّني **أن تنجح**”، “يُحزنني **أنّكَ لم تَحضُر**”. يُعرب المصدر المؤول هنا فاعلاً مرفوعاً.
أمثلة تطبيقية على أنواع الفاعل
الجملة | نوع الفاعل |
---|---|
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تُعرفني، والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ | ضمير مستتر (هو) |
قال تعالى: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: 19] | ضمير مستتر (أنت) |
قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة: 113] | اسم ظاهر (اليهود) |
لا تُعَذِّلْهُ فَإِنَّ العَذْلَ يُولِعُهُ، قَدْ قُلْتُ حَقّاً وَلَكِنْ لَيْسَ يَسْمَعُهُ | ضمير مستتر (أنت) |
المراجع
• ابن جني، اللمع في العربية.
• كريم علوي، الفاعل وأحكامه النحوية.