فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
أنواع الصبر | أنواع الصبر |
الصبر على قضاء الله وقدره | الصبر على قضاء الله وقدره |
الصبر عن المعصية | الصبر عن المعصية |
الصبر على طاعة الله | الصبر على طاعة الله |
مجالات الصبر في الحياة | مجالات الصبر في الحياة |
أهمية الصبر في الإسلام | أهمية الصبر في الإسلام |
فضل الصبر وثوابه | فضل الصبر وثوابه |
تصنيفات الصبر في رحاب الإسلام
ينقسم الصبر إلى ثلاثة أركان رئيسية: الصبر على قضاء الله وقدره، والصبر على طاعة الله، والصبر عن المعاصي. سنستعرض كل نوع بالتفصيل.
تحمّل مشيئة الله تعالى
الصبر على البلاء من أهم مظاهر الإيمان. يتجلى هذا الصبر في تقبّل ما يُصاب به المسلم من قضاء الله وقدره، حتى وإن كان خارجاً عن إرادته. يُعدّ هذا الصبر امتحاناً من الله – عز وجل – لعبده في هذه الدنيا. قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155]. كما حثّ الله عباده على الصبر والتسليم بقولة: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 156]. يتضمن هذا الصبر التوكل على الله، واحتساب الأجر، والرضا التام بقضاء الله وقدره، وعدم الشكوى أو التسخط.
الرضا بالقضاء والقدر مرتبة سامية تتجاوز الصبر البسيط، حيث يسلّم العبد أمره لله تعالى ويُطمئن قلبه. يُعتبر الصبر دليلاً على الإيمان وعلامة رضا، بينما الرضا يُحقق السكينة والطمأنينة.
يُعارض الصبر السخط على قضاء الله، والحزن المفرط على أمور الدنيا، وتمني الموت بسبب البلاء، والتصرّف بأفعال محرمة كالنياحة واللطم.
على المؤمن أن يبحث عن الحكمة والخير في كل قضاء، مُدركاً زوال الدنيا وتقلب أحوالها، مع إيمان راسخ بأن الله لا يُريد إلا الخير لعباده.
الامتناع عن المعاصي
يُعتبر الصبر عن المعصية من أهمّ مظاهر الصبر، وهو جهاد للنفس ضدّ الشهوات والرغبات المحرمة. يتطلب ذلك تذكّر الله، والخوف من عذابه، ومجاهدة النفس لمنعها من الوقوع في المعاصي.
ينقسم هذا الصبر إلى ثلاثة أجزاء: تجنب حبّ المعصية والتعلق بها، والامتناع عن فعلها قدر الإمكان، والسرعة في التوبة عند الوقوع فيها.
من أهمّ العوامل التي تُساعد على الصبر عن المعصية: معرفة قبح المعصية وعواقبها، الخوف من الله، شكر نعم الله، رفع النفس عن الذنوب، تقوية محبة الله في القلب، والتذكير بالموت.
الثبات على طاعة الله
الصبر على طاعة الله من أعظم أنواع الصبر، وهو عمل يحتاج إلى صدق مع الله ومع النفس. قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].
يتضمن الصبر على الطاعة: الاستعداد للطاعة، أداء الطاعة بإخلاص وخشوع، وإتمامها دون رياء أو طلب سمعة.
حثّ الله تعالى على الصبر في مواضع كثيرة في القرآن، كقوله: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132].
يتطلب الصبر على الطاعة: إخلاص النية، مراقبة الله، الاجتهاد في إتمام العبادات، كتمان العمل، المداومة على ذكر الله، رجاء ثوابه، وخشية عقابه.
قال تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 3].
مناحي الصبر في الحياة اليومية
يمتدّ مفهوم الصبر ليشمل العديد من جوانب حياة المسلم، منها: الصبر على الأعمال التي تتطلب وقتاً وجهداً، ضبط النفس عن ردود الأفعال العجولة، التروي في اتخاذ القرارات، الشجاعة في مواجهة الصعاب، الامتناع عن الشهوات، تحمل المشاق، كظم الغيظ، والصبر على طلب العلم.
مكانة الصبر في تعاليم الإسلام
يُعتبر الصبر من أهمّ الأخلاق الإسلامية، فهو سُنة الله في خلقه، فالحياة مليئة بالسرّاء والضرّاء. على المؤمن الشكر في السراء والصبر في الضراء. قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له) [رواه مسلم].
الثواب الجزيل على الصبر
أثنى الله تعالى على الصابرين في القرآن، قال تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 157]. قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ) [رواه البخاري]. قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10]. وقال تعالى: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146]. وقال تعالى: (وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ) [الأنفال: 46].