أشكال الشرك: بين الأكبر والأصغر

شرح مفصل لأنواع الشرك، الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر، وأمثلة توضيحية. مع ذكر آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة.

محتويات

مفهوم الشرك وتوحيد الربوبية والألوهية

يتمثل التوحيد في الإيمان الصادق بوجود الله – عز وجل – وتنزيهه عن جميع النقائص، وإفراده بالربوبية والألوهية، مع الإيمان بأسمائه وصفاته. أما الشرك فهو نقيض ذلك تمامًا. [1]

يعرف الشرك بأنه صرف أنواع العبادة لله تعالى إلى غيره من المخلوقات، كالأصنام أو الأشجار أو البشر. هذا يُخالف جوهر التنزيه والإفراد لله – سبحانه وتعالى -، أو القيام بأفعال تُخالف أوامره. [2] ينقسم الشرك إلى قسمين رئيسيين: شرك أكبر وشرك أصغر.

الشرك الأكبر: أنواع ونتائجه

الشرك الأكبر هو توجيه العبادة، والتضرع، والتوكل إلى غير الله – عز وجل -. هذا يُخرج صاحبه عن الملة، ومن أمثلته: الذبح لغير الله، أو الدعاء والتضرع له في أمور لا يقدر عليها إلا الله. [3]

ويتفرع الشرك الأكبر إلى عدة أقسام: [4]

  • الشرك في ربوبية الله: يعتقد المسلم أن الله وحده هو الرزاق، المدبر، الخالق، المحيي، المميت. أي اعتقاد بأن هناك من يشارك الله في هذه الصفات يُعد شركًا أكبر.
  • الشرك في ألوهية الله: الله – سبحانه وتعالى – وحده المستحق للعبادة، والإنابة، والدعاء. قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [5] فمن اعتقد بوجود شريك لله في ذلك، فقد وقع في الشرك الأكبر.
  • الشرك في أسماء الله وصفاته: لله – سبحانه – الأسماء الحسنى والصفات العليا الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية. إطلاق هذه الأسماء أو الصفات على غير الله يُعد شركًا به تعالى. [6]

الشرك الأصغر: أمثلة وأحكامه

الشرك الأصغر هو أعمال تُعد من الكبائر، لكنها لا تُخرج من الملة كالشرك الأكبر. مع تكرارها قد تؤدي إلى الشرك الأكبر، وهي من نواقص الإيمان. ومن صوره: [7]

  • الرّياء: إظهار العبادات والأعمال للناس، للحصول على ثنائهم وإعجابهم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [8]
  • الحلف بغير الله: عن النبي – عليه الصلاة والسلام – من حلف بغير الله فقد أشرك.
  • قول “ما شاء الله وشاء فلان”: فالمشيئة لله وحده. [9]

الفرق الجوهري بين الشرك والكفر

يختلف الشرك عن الكفر في المفهوم والمضمون. الشرك هو إشراك الله مع غيره في العبادة، أو التضرع، أو اللجوء إليه، أو فعل ما يخالف أوامره. أما الكفر فهو جحود كل ما عند الله من أوامر وأقدار. [10]

الكفر أعم من الشرك، فقد يكون الشخص مشركًا غير كافر، لكن لا يوجد كافر إلا وهو مشرك. المشرك بشرك أكبر فهو كافر، أما المشرك بشرك أصغر فلا يخرج عن الإسلام.

المراجع

[1] عبد الله بن عبد العزيز الجبرين،كتاب تسهيل العقيدة الإسلامية، صفحة 35. بتصرّف.

[2] حمود الرحيلي،كتاب منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، صفحة 107. بتصرّف.

[3] مجموعة من المؤلفين،كتاب الموسوعة العقدية، صفحة 33. بتصرّف.

[4] ناصر بن علي عائض حسن الشيخ،كتاب مباحث العقيدة في سورة الزمر، صفحة 377. بتصرّف.

[5] سورة البقرة، آية:255

[6] مدحت آل فراج،كتاب المختصر المفيد في عقائد أئمة التوحيد، صفحة 223. بتصرّف.

[7] عبد الله بن محمد الغنيمان،كتاب شرح فتح المجيد للغنيمان، صفحة 82. بتصرّف.

[8] سورة البقرة، آية:264

[9] عبد الله بن عبد العزيز الجبرين،كتاب مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية، صفحة 106. بتصرّف.

[10] عبد الرحيم السلمي،كتاب شرح العقيدة الواسطية، صفحة 19. بتصرّف.

Total
0
Shares
المقال السابق

استكشاف عالم الشخصيات النفسية

المقال التالي

أمثلة على الشرك الأصغر: تفاصيل وأحكام

مقالات مشابهة