محتويات
الزنا الحقيقي والأشكال المجازية |
أشد أنواع الزنى حرمة |
عواقب ارتكاب الزنى |
المراجع |
فهم الزنى: الحقيقي والمجازي
يُقسم الزنى إلى قسمين رئيسيين: زنا حقيقي، وزنا مجازي. الزنا الحقيقي، لغوياً، هو وطء الرجل لامرأة أجنبية عنه بغير عقد شرعيّ، أو الفجور بها. اصطلاحاً، هو وطء المرأة في القبل أو الدبر بغير ملك أو شبهة ملك، أي بغير نكاح صحيح. وقد اتفق الفقهاء على تحريمه كونه من الكبائر، كما ورد في القرآن الكريم:
(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).[١]
وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على حرمته في حديثه عن أعظم الذنوب: (أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وهو خَلَقَكَ، قُلتُ: إنَّ ذلكَ لَعَظِيمٌ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ تَخَافُ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تُزَانِيَ بحَلِيلَةِ جَارِكَ).[٢]
أما الزنى المجازي، فيشمل عدة أشكال منها ما جاء في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ).[٥]
وتشمل هذه الأشكال: زنا العين (النظر المحرم)، زنا الأذن (الاستماع لما يُحرم)، زنا اللسان (الكلام المحرم مع الأجانب)، زنا اليد (المسّ بشهوة)، زنا الرجل (السير إلى المحرم)، وزنا القلب (التمني والاشتهاء).
أشدّ أنواع الزنى إثماً
جميع أنواع الزنى محرمة، لكن تختلف درجات الإثم فيها. فزنا المحارم أشدّ حرمةً من زنا الأجنبية، وزنا المتزوجة أشدّ من زنا العزباء، وزنا زوجة الجار أشدّ من زنا غيرها. ذلك لأنّ فيه انتهاك لحرمات متعددة. يزداد إثم الزنى وخطورته بزيادة حرمة الشخص الذي يرتكب فيه الزنى، سواء كان زوجاً، أو جاراً، أو قريباً، أو محرماً. كما يزيد الإثم بزيادة حرمة الزمان أو المكان.
نتائج وخيمة للزنا
لارتكاب الزنى عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة. فهو يُعيق إجابة الدعاء، كما في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم -: (تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا).[١٣]
كما أنه يُجرّ إلى معاصي أخرى، وينزع الإيمان من القلب، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (مَن زَنَى أو شَرِبَ الخَمْرَ، نَزَعَ اللهُ منه الإيمانَ، كما يَخْلَعُ الإنسانُ القميصَ من رأسِه).[١٤]
ويُعتبر سبباً لنزول العذاب، كما في الحديث:(لاتَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ ما لمْ يَفْشُ فيهِمْ ولَدُ الزِّنا ، فإذا فَشَا فيهِمْ ولَدُ الزِّنا ؛ فأوْشكَ أنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بعذابٍ).[١٥]
بالإضافة إلى ذلك، يُنقص الحسنات، يُسبب انتشار الأمراض، يُناقض الصلاح وحفظ الأنساب والأعراض، ويُفسد البيوت، ويُؤدي إلى ضياع الأسر والأولاد، والتشرد والجريمة والانحراف. لهذا، فإنّ الزنى من أعظم الكبائر والذنوب، وله عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع.
المراجع
- سورة الإسراء، آية: 32.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، صحيح.
- … (مصادر أخرى مبسطة ومختصرة – لتجنب الكتابة verbatim)
- …
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، صحيح.
- …
- …
- …
- …
- …
- …
- …
- رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، صحيح.
- رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، صحيح.
- رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، حسن لغيره.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، صحيح.
- …
- …