فهرس المحتويات
ألقاب مدينة بعلبك عبر التاريخ
تُعرف مدينة بعلبك بألقاب عديدة تُلخص تاريخها العريق وتراثها الثقافي. فبسبب تعاقب الحضارات عليها، أُطلقت عليها العديد من الأسماء. أبرزها “مدينة يليوبولس” أو “مدينة الشمس”، وهذا الاسم يرمز إلى أهمية الشمس لدى الحضارات القديمة.
ولكن “قبلة الدنيا” هو لقب آخر يُطلق على بعلبك، وذلك نظرًا لجمالها الفائق ولقوة المباني الرومانية التي تُزينها. تُعتبر بعلبك من أهم المواقع الأثرية في العالم، وجاذبية سياحية رئيسية للعديد من الزوار من جميع أنحاء العالم.
أصل تسمية مدينة بعلبك
تُناقش العديد من الآراء أصل تسمية مدينة بعلبك، فمنهم من يُرجّح أنّ اسمها يرجع إلى الفينيقيين.
تقول هذه الفرضية أنّ اسمها مُشتقّ من كلمة مركّبة “بعل- بك”، وهذا يعني “مدينة البعل” أو “بيت البعل”.
“بعل” هو إله وثني كان يُعبَد في العديد من الحضارات.
عند اليونان، كان “بعل” يُمثّل الشمس “هيليوس”، وإله الخمر “باخوس”.
كما كان “بعل” يُعرف أيضًا باسم “هدد” لدى بعض الشعوب، وهو يُمثّل المشتري البعلبكي.
من ناحية أخرى، يُرجّح بعض العلماء أنّ اسم بعلبك مشتقّ من التسمية اليونانية “بعل- باكو” أيّ “بعل باخوس”.
بينما يرى جان دي لاروك أنّ تسمية المدينة تعود إلى لفظ “بعلثث” الذي كان يُطلق على إلهة السوريين.
هناك أيضًا وجهة نظر سريانية ترى أنّ اسم بعلبك مُشتقّ من “بعل بقعوتو” وهذا يعني “ربّ البقاع” أو “بعل البقاع”.
تُقع مدينة بعلبك على أعلى نقطة في سهل البقاع، وهي تُشكل حدًّا فاصلاً بين شمال السهل وجنوبه.
المياه النابعة من جنوبها تتدفق جنوبًا مُشكّلةً نهر الليطاني وينابيع العليق، والمياه النابعة من شمالها تتدفق شمالًا مُشكّلةً نهر العاصي.
يُذكر أيضًا أنّ اسم المدينة ورد في الكتب العبرانية بألفاظ متعدّدة، مثل: بعلبكي، وبعلباكي، وبعل- باح، وبعلت.
عند العرب، اعتمدوا اسمها القديم “بعلبك” الذي كان شائعًا بينهم قبل الإسلام.
ظهر اسم “بعلبك” في قصيدة أبي الشعراء العرب، وهذا شجّع المؤرخين واللغويين العرب على البحث عن أصل تسمية المدينة.
وتوصّلوا إلى أنّ “البعل” هو الرب أو الزوج، وجذر “بك” يعني “ازدحام” أو “من (بكّ عنقه) أيّ دقها”.
وبناءً على ذلك، فقد استنتجوا أنّ “بعلبك” تعني “ازدحام الناس حول الرب وتقديم القرابين له” أو “ازدحام البعول المعبودة وكثرتها في المدينة”.
فقد تجاوز عدد الأصنام في المدينة 350 صنماً.
أساطير وحكايات مرتبطة بمدينة بعلبك
تُحيط مدينة بعلبك العديد من الأساطير والحكايات.
يُعتقد أنّ قابيل هو من بنى مدينة بعلبك وأسماها على اسم ابنه أخنوخ، وهي بذلك أول مدينة في العالم.
سكنها الجبابرة، فأرسل الله عليهم الطوفان (طوفان نوح) لكثرة فواحشهم.
كما يُعتقد أنّ جبل سعيد في المدينة هو الجبل الذي أقدم فيه النبي إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل.
وتُشير بعض الروايات إلى وجود آثار في المدينة تُعزى لقصر النبي سليمان ودير النبي إلياس.
هناك أيضًا أسطورة ترجع بناء المدينة إلى النمرود الذي كان يحكم تلك المنطقة.
يُذكر في بعض المخطوطات العربية أنّ النمرود أرسل عمالقةً لبناء المدينة بعد الطوفان.
وهناك أساطير أخرى تقول أنّ النمرود بنى قلعة بعلبك حتّى يصل إلى الجنة تمرّداً على الربّ.
ووفقًا لبعض الروايات، فإنّ النبي نوح مدفون بالقرب من مدينة بعلبك، وأنّ النبي سليمان شيّدهيكلالشمس في المدينة من أجل بلقيس ملكة سبأ.
كما أنّ بعض المنظّرين يعتقدون أنّ السبب وراء تشييد مبانٍ بحجارة ضخمة في مدينة بعلبك جعل المدينة محطةً للإله بعل حين يهبط من السماء إلى الأرض أو يُغادر الأرض إلى السماء.
ولكن لا دليل حتّى الآن يُثبت من بنى المدينة أو السبب الرئيسي لبنائها.