فهرس المحتويات
البند | العنوان |
---|---|
1 | جبل قاف في الموروث الشعبي |
2 | آراء العلماء ووجهات نظرهم |
3 | ذكر جبل قاف في القرآن الكريم |
جبل قاف في الموروث الشعبي
تروي العديد من الروايات الشعبية قصصاً حول جبلٍ عظيم يُعرف باسم جبل قاف، يحيط بالأرض ويُصوّر بأنه يتألف من زبرجد أخضر. بعض هذه الروايات تُشير إلى ارتفاعٍ هائلٍ يتجاوز مسيرة خمسمائة عام، وطولٍ يبلغ مسيرة ألفي عام. وبعضها يروي أن سماء الدنيا قد رُفعت عليه، وأن الله خلق جبالاً أخرى فوق بعضها البعض لتكوين السماوات السبع. لكن من المهم التنويه إلى أن هذه الروايات تُعدّ جزءاً من الموروث الشعبي، وقد استندت في بعضها على رواياتٍ إسرائيلية قديمة، والتي تحتاج إلى تمحيصٍ دقيق للتحقق من صحتها.
يُشار إلى أن بعض هذه الروايات تُعتبر مبالغة في الوصف، وأنها قد خضعت لتغييراتٍ وإضافاتٍ على مرّ العصور، مما جعل من الصعب التحقق من دقتها التاريخية أو العلمية.
آراء العلماء ووجهات نظرهم
رفض العديد من العلماء الروايات المبالغ فيها حول جبل قاف، وعدّوها من خرافات بني إسرائيل، حيث تحتوي هذه الروايات على معلوماتٍ مُضلّلة ومُبالغ فيها، وتفتقر إلى الدليل العلمي أو التاريخي. كتاب “عرائس المجالس” للثعالبي، على سبيل المثال، يُعتبر من الكتب التي تحتوي على روايات مختلفة حول جبل قاف، ولكنه لا يُعتبر مرجعاً موثوقاً للتفسير لأنه يعتمد على أساطير وخرافات. بعض العلماء بيّن أن هذه الروايات قد تمّ تداولها بسبب غرابتها لا لصحتها.
يُضيف بعض العلماء أنّ الروايات حول جبل قاف تتناقض مع ما ثبته العلم من اكتشافات فضائية، حيث لم يُرصد جبلٌ بهذه الضخامة والخصائص.
وقد ذكر ابن أبي الدنيا رواية أخرى تُشير إلى أن الله خلق جبل قاف ليحيط بالعالم، وأن عروقه تمتد إلى الصخرة التي عليها الأرض، وأن الله يستخدمه لإحداث الزلازل. ولكن هذه الرواية أيضاً تحتاج إلى تمحيص ودراسة نقدية.
ذكر جبل قاف في القرآن الكريم
يعتقد البعض أن قسم الله تعالى في القرآن الكريم بـ “ق” في قوله تعالى: ﴿قَ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾، يشير إلى جبل قاف الأسطوري. لكن هذا الرأي مُعارض من قبل العديد من المفسرين، الذين يُشيرون إلى أن “ق” هنا هي حرفٌ من حروف الهجاء، أو اسمٌ من أسماء الله عز وجل، ولا صلة لها بجبل قاف الأسطوري.
وقد رفض ابن كثير نسب خرافة جبل قاف إلى القرآن الكريم، معتبراً إياها خرافة مُناقضة للعقل والمنطق، وهي من روايات بني إسرائيل الكاذبة.