جدول المحتويات
| الموضوع | الرابط |
|---|---|
| مكان نزول سورة نوح | مكان نزول سورة نوح |
| سبب نزول سورة نوح | سبب نزول سورة نوح |
| ترتيب سورة نوح في القرآن الكريم | ترتيب سورة نوح في القرآن الكريم |
| تسمية سورة نوح | تسمية سورة نوح |
| الحِكم والعِبر من سورة نوح | الحِكم والعِبر من سورة نوح |
مكان نزول سورة نوح
يتفق أهل العلم على أن سورة نوح مكية، وأنّ مكان نزولها هو مكة المكرمة. وقد أورد ابن الضريس، والنحاس، وابن مردويه، عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- قوله: “نزلت سورة {إنا أرسلنا نوحا} بمكة”.[١] ويؤكد ابن عاشور في “التحرير والتنوير” هذا الاتفاق على أنّ السورة نزلت بمكة المكرمة، دون أي خلاف بين المفسرين في هذا الشأن.[٢]
سبب نزول سورة نوح
لا يُذكر في كتب التفسير سببٌ محددٌ لنزول سورة نوح. يُرجّح العديد من العلماء أنها من السور التي لم تُنزل بسبب حدثٍ معيّن، بل نزلت حكمة إلهية، والله أعلم.
ترتيب سورة نوح في القرآن الكريم
تُعدّ سورة نوح السورة الثالثة والسبعين من حيث ترتيب نزولها. وقد ذُكر في “التحرير والتنوير” أنّها نزلت بعد أربعين آية من سورة النحل وقبل سورة الطور. وتؤكد الموسوعة القرآنية لجعفر شرف الدين أنّ نزولها كان بعد سورة النحل، وهي سورة مكية، وبالتالي فإنّ تاريخ نزولها يتوافق مع فترة ما قبل الهجرة النبوية، بعد حادثة الإسراء.[٣]
أما ترتيبها في المصحف الشريف، فهي تقع بين سورتي المعارج والجن. ويرى المفسرون مناسبة بين سورة نوح وسورة المعارج، حيث يحذر الله تعالى في سورة المعارج من استئصال الأقوام الكافرين وإبدالهم بأقوام خير منهم:{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ* عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}.[٤] وتأتي سورة نوح لتُجسّد هذا التحذير بقصة طوفان نوح، كأمثلة عملية على قدرة الله على تبديل الأقوام.[١]
أما مناسبة سورة نوح وسورة الجن، فيوضح سعيد حوى في “الأساس في التفسير” أنّ سورة نوح تُظهر أمّةً لم يُنفع معها الإنذار، بينما تعرض سورة الجن مثالاً لأقوام قبلوا الإنذار، داعياً إلى التفكير والتبصر في قبول دعوة الله ورسوله.[٥]
تسمية سورة نوح
يُشير الفيروزآبادي في “بصائر ذوي التمييز” إلى أنّ سورة نوح سُميت بهذا الاسم لذكر اسم النبي نوح -عليه السلام- في بدايتها وختامها، حيث يقول الله تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،[٦] وتدور السورة حول قصة نوح وقومه.[٧] ويُضيف ابن عاشور أنّ هذا الاسم شائعٌ في المصاحف وكتب التفسير، وقد عُنونت كذلك في صحيح البخاري بـ “سورة إنا أرسلنا نوحاً”.[٢]
الحِكم والعِبر من سورة نوح
تُقدم سورة نوح دروساً قيّمةً لمن يتدبر آياتها. منها:
- الحكمة في عدم اتباع من يُضلّون عن سبيل الله، مهما علا شأنهم.
- فضل التقوى، الدعاء، والاستغفار في تحصيل الرزق ونزول الرحمة.
- أهمية التفكر في خلق الله، كواكب السماء، ومنافع الأرض، لزيادة الإيمان وتقوية الروح.
باختصار، سورة نوح سورة مكية عظيمة، تُذكّرنا بقصة نبي الله نوح وقومه، وتُلهمنا بالصبر والثبات على الحق، وتُبيّن عاقبة الكفر والمعصية.
[١] محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 240. بتصرّف. [٢] ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 185. بتصرّف. [٣] جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 167. بتصرّف. [٤] سورة المعارج، آية:40-41 [٥] سعيد حوّى، الأساس في التفسير، صفحة 165. بتصرّف. [٦] سورة نوح، آية:1 [٧] الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 482. بتصرّف.
