الغاية من إيجاد الذباب
لا يقدر الإنسان على إبداع كإبداع الخالق عز وجل، مصداقاً لقوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ). فالإنسان قادر على تشكيل صورة أو بناء تمثال، لكنه لا يستطيع أن ينفخ فيه الروح أو يجعله يتحرك بعقل، وهذا يظهر مدى عجز البشر وقدرة الله العظيمة. ومن بين المخلوقات التي تجسد هذا العجز، يبرز خلق الذباب كدليل قاطع.
يؤكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ).
على الرغم من صغر حجم الذبابة، إلا أن الله تحدى بها الإنس والجن أن يخلقوا مثلها، أو حتى أن يستعيدوا ما قد تأخذه منهم، وهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة. هذا كله يوضح ضعف الإنسان وعجزه عن إنجاز أبسط الأمور. الذبابة على صغرها آية من آيات الله الدالة على عظمته وقدرته.
تقدير قتل الذباب
يسمح الدين الإسلامي بقتل كل ما يسبب الأذى من الحيوانات والحشرات. والذباب يعتبر من الحشرات التي تنقل الأمراض، ولهذا السبب، يجوز قتله. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، حيث قال: (إِذَا وقَعَ الذُّبَابُ في شَرَابِ أحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ لِيَنْزِعْهُ، فإنَّ في إحْدَى جَنَاحَيْهِ دَاءً والأُخْرَى شِفَاءً).
في هذا الحديث إشارة إلى جواز غمس الذباب في الشراب إذا وقع فيه، والغمس أشد من مجرد القتل، وهذا يدل على جواز التخلص منه. وفي إجازة الغمس دلالة على إباحة القتل من باب أولى، لأن الغمس فيه زيادة تعمد للفعل.
حكم طهارة الذباب
من شروط صحة الصلاة في الإسلام طهارة الثوب والبدن والمكان. والذباب في الأصل يعتبر طاهراً، ولكن إذا وقع الذباب على جسم الإنسان أو ثيابه وكان يحمل نجاسة، وتيقن الشخص من انتقال النجاسة إليه عن طريق الرؤية أو الشم، فيجب عليه إزالة النجاسة وغسل موضعها.
ويرى بعض العلماء، كشيخ الإسلام ابن تيمية، أنه يتجاوز عن النجاسة إذا كانت يسيرة، أي إذا كانت كمية النجاسة قليلة وغير مؤثرة بشكل واضح. وهذا التيسير يهدف إلى رفع الحرج عن الناس وتسهيل أداء العبادات. فالأصل في الأشياء الطهارة مالم يثبت عكس ذلك بدليل قاطع.
المصادر
- القرآن الكريم، سورة لقمان، آية: 11.
- القرآن الكريم، سورة الحج، آية: 73.
- صحيح البخاري، حديث رقم: 3320.
- موقع الألوكة: www.alukah.net (بتاريخ 20/10/2018).
- موقع إسلام ويب: www.islamweb.net.
- موقع طريق الإسلام: ar.islamway.net.