أسرار تسمية ليلة القدر

استكشاف أسباب تسمية ليلة القدر، أسماؤها المتعددة، ومكانتها العظيمة في الإسلام.

فهرس المحتويات

الموضوعالرابط
أصل تسمية ليلة القدرالفقرة الأولى
تفسيرات مختلفة لتسمية “القدر”الفقرة الثانية
أسماء أخرى لليلة القدرالفقرة الثالثة
مكانة ليلة القدر في الإسلامالفقرة الرابعة
المراجعالمراجع

أصل تسمية ليلة القدر

اختلفت الآراء حول سبب تسمية هذه الليلة المباركة بـ “ليلة القدر”. تُعدّ هذه الليلة من أهم الليالي في السنة الهجرية، لما تحمله من بركات وقدر عظيم. ولفهم أصل التسمية، ينبغي التمعّن في المعاني المختلفة لكلمة “قدر”.

تفسيرات مختلفة لتسمية “القدر”

يُفسّر البعض كلمة “قدر” بمعنى العظمة والجلال، فهي ليلة عظيمة مباركة تُنزل فيها الرحمات والبركات. ويقول النبي ﷺ :(إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى).[٢][١]

ويذهب آخرون إلى أن “القدر” يدل على الضيق، لأنّ الأرض تمتلئ بالملائكة في تلك الليلة، مما يُشعر بالضيق الشديد. كما يُفسرها البعض بأنها الليلة التي يُقدّر فيها كل أمر، قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).[٣][١]

ومن التفسيرات الأخرى أنّها ليلة نزول الوحي، قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).[٤][١] وكلمة “قدر” هنا تشير إلى شرف وعظمة هذه الليلة المباركة، لما حملته من كتاب الله عز وجلّ.

أخيراً، يُشير البعض إلى أنّ “القدر” يشير إلى شرف وقيمة العبادة في هذه الليلة، فمن يحييها بالطاعة والعبادة ينال قدرًا وشرفًا عظيمين. [٧]

أسماء أخرى لليلة القدر

ليست “ليلة القدر” مجرد اسم، بل لها عدة مسميات أخرى تعكس أهميتها ومكانتها. فمنها “ليلة الحكم”، لأن الله تعالى يحكم فيها ما يشاء من أمور العباد خلال العام، كما جاء في قوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ*رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)؛[٨] فهي ليلة تُقرر فيها الأقدار والأرزاق.

كما تُعرف بـ”ليلة الأقدار” و”ليلة المباركة”، لما تتضمنه من بركات عظيمة تُنزل على العباد، وذلك لكثرة العبادات التي يؤديها المسلمون فيها.[١٠]

مكانة ليلة القدر في الإسلام

يُعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرّب إلى الله تعالى بالعبادة والطاعة. وقد فضّل الله -عز وجل- أمة الإسلام بأنزل عليهم القرآن الكريم في ليلة القدر، وجعل العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر. فيها يتنزّل جبريل عليه السلام ومعه الملائكة ليقضوا ما أمر الله به.[١١]

تُعدّ ليلة القدر من الليالي ذات القدر والشرف والكرامة العظيمة. فيها بدأ الله تقدير دينه وحدد دعوة نبيه محمد ﷺ. قال تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)؛[١٢] فلا يُدرك فضلها وقيمتها إلا بما أخبرنا الله به من بركتها.[١٣]

المراجع

[١] عبد الباري محمد داود (2002)، ليلة القدر، القاهرة: دار نهضة الشرق، صفحة 10-11. بتصرّف.

[٢] رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7707، صحيح.

[٣] سورة الدخان، آية: 4.

[٤] سورة الشعراء، آية: 193.

[٥] سورة القدر، آية: 1.

[٦] وهبة بن مصطفى الزحيلي (1418)، التفسير المنير، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 330، جزء 30. بتصرّف.

[٧] محمد الأمين بن عبد الله الأرمي (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان، بيروت: دار طوق النجاة، صفحة 196، جزء 32. بتصرّف.

[٨] سورة الدخان، آية: 4-6.

[٩] أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام الصيام، صفحة 4، جزء 18. بتصرّف.

[١٠] محمد بن محمد بن محمود الماتريدي (2005)، تفسير الماتريدي، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 585، جزء 10. بتصرّف.

[١١] محمد أحمد عبدالباقي (21-7-2014)، “ليلة القدر في القرآن الكريم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-3-2020. بتصرّف.

[١٢] سورة القدر، آية: 2.

[١٣] محمد محمود الحجازي (1413)، التفسير الواضح، بيروت: دار الجيل الجديد، صفحة 886-887، جزء 3. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

غار ثور: تاريخه، موقعه، وأهميته في الإسلام

المقال التالي

سر تسمية مدائن صالح

مقالات مشابهة