مقاصد إلهية من الإختبارات
إن للمصائب والشدائد التي تصيب الإنسان مقاصد سامية وحكمًا بالغة، تتجلى فيها عظمة الخالق وتدبيره، ومن هذه الحكم:
- تحقيق العبودية الخالصة: قد يكون الإنسان أسيرًا لشهواته ورغباته، وعندما تحل به المصيبة، يعود إلى ربه منيبًا خاشعًا. فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [الحج: 11].
- إعداد المؤمن لنصرة الحق: فالتمكين في الأرض منزلة عظيمة يصل إليها الأنبياء والأصفياء بعد صبر وجهاد طويل.
- تكفير السيئات: فالمصائب تمحو الذنوب والخطايا، وترفع الدرجات.
- رفع المكانة ونيل الثواب: فكلما زاد البلاء، عظم الأجر.
- التأمل في الأخطاء: المصائب فرصة لمراجعة الذات وتصحيح المسار.
- التوكل الكامل: الشدائد تعلمنا الاعتماد على الله وحده.
- تهذيب النفس: المصائب تطهر القلب من الكبر والغرور.
- كشف معادن الناس: في المحن تظهر الحقائق وتنكشف السرائر.
- إعداد القادة: فالمحن تصقل الرجال وتعدهم لتحمل المسؤولية.
- تذكير بالذنوب: المصائب تذكرنا بالتقصير في حق الله.
- حقيقة الدنيا: المصائب تكشف زيف الدنيا وأنها دار فناء.
- تذكر نعمة العافية: المصائب تذكرنا بنعم الله علينا.
- الاشتياق للجنة: تدفع المؤمن إلى العمل للآخرة.
وسائل تخفيف وطأة المحن
هناك وسائل عديدة تساعد على تخفيف الهم والغم عند وقوع المصيبة، منها:
- الدعاء: فقد ذكر ابن تيمية أن الدعاء يرفع البلاء أو يخففه.
- الصلاة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
- قراءة القرآن: فالقرآن شفاء للصدور.
- الصدقة: دواء للأمراض ومطفأة للخطايا.
- الاسترجاع: بقول: “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”، فمن استرجع في مصيبته، عوضه الله خيرًا منها.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خير مثال للمحتسب الصابر، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت: يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً، قال: “أجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم”، قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: “أجل”، ثم قال: “ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها”.
أصناف الإختبارات
للابتلاء صور وأشكال متنوعة، منها:
- الابتلاء بالشر والضر: كالمرض والفقر والخوف.
- الابتلاء بالخير والنعمة: كالمال والجاه والمنصب. فالله تعالى يقول: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35].
- الابتلاء بالطاعات: وذلك ليمتحن الله شكر العبد.
فالابتلاء ليس دائمًا عقوبة، بل قد يكون رفعة في الدرجات وتطهيرًا للذنوب، وقد يكون إنذارًا وتنبيهًا للرجوع إلى الله.
المصادر
- islamqa.info
- saaid.net
- islamway.net