فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
اكتشافات أعماق البحار | #section1 |
التركيب الجيولوجي لقاع المحيطات | #section2 |
تنوع الحياة البحرية في القاع | #section3 |
ظاهرة اتساع قاع المحيطات | #section4 |
المراجع | #section5 |
اكتشافات أعماق البحار
يخفي قاع المحيطات الكثير من الأسرار التي بدأت تتكشف بفضل التقدم العلمي والتقنيات الحديثة. يُعرف قاع البحر بأنه الأرض الصلبة تحت سطح مياه البحار والمحيطات. [1] يشبه قاع البحر اليابسة في تضاريسه، إلا أنه محمي من عوامل التعرية الجوية، مما يحفظ طبقات الرواسب التي تُعتبر بمثابة سجلّ تاريخيّ لتغيرات المناخ عبر العصور، وكيفية تغير المسافة بين الأرض والشمس. واجه العلماء تحديات كبيرة في دراسة قاع البحر نظراً لعمقه الشديد وظلامه الدامس. لذلك استخدموا تقنيات متطورة مثل تقنيات الصوت لتحديد الأجسام في الأعماق، بالإضافة إلى المتفجرات والزلازل والمجالات المغناطيسية، وأخيراً تقنيات الأقمار الصناعية. [2][3]
حدد العلماء أقدم قاع بحر في البحر الأبيض المتوسط وجزء من محيط العالم القديم بين أفريقيا وأوروبا، يبلغ عمره 280 مليون سنة. أما في هوامش شمال المحيط الأطلسي وشمال غرب المحيط الهادئ، فيصل عمر قاع المحيط إلى 200 مليون سنة، مما يجعله ثاني أقدم قاع بحر. [4]
التركيب الجيولوجي لقاع المحيطات
تُعنى الجيولوجيا البحرية بدراسة الصخور الصلبة والأحواض المحيطية. يتكون قاع البحر من خمسة تضاريس مميزة: [5]
- الرف القاري: مناطق ضحلة نسبياً مغمورة من القارات، تشكل 7% من قاع المحيط. تختلف اتساعها، فبعضها واسع جداً كما في السواحل الشمالية لسيبيريا وأمريكا الشمالية، وبعضها ضيق جداً مثل السواحل الغربية لأمريكا الشمالية والجنوبية. [6]
- المنحدر والارتفاع القاري: يمثل المنحدر الانتقال الحاد من الرف القاري إلى قاع المحيط العميق، يُقطع بأخاديد عميقة تنقل الانهيارات الأرضية إلى الأعماق. أما الارتفاع القاري فهو تراكم الرواسب في قاعدة المنحدر القاري.
- سلسلة وسط المحيط: تلال بركانية تمتد عبر أحواض المحيطات. عند ثورانها، تقذف حمماً بركانية منصهرة تبرد لتشكل قاعاً جديداً للمحيط.
- خنادق المحيط: مناطق نشطة على شكل قوس ممتد على حواف أحواض المحيطات. تحدث فيها عملية الاندساس، حيث يعاد تدوير قاع المحيط إلى داخل الأرض. هذه الخنادق عبارة عن وديان عميقة، وقد توجد براكين على حوافها الخارجية.
- السهول السحيقة: مناطق مستوية وعميقة في قاع المحيط، تُقطع أحياناً بسلسلة من التلال السحيقة الحادة، تمثل كتلاً صخرية غائرة في رواسب قاع المحيط.
تنوع الحياة البحرية في القاع
تُعرف الحياة في قاع البحر بالحياة القاعية (Benthic zone)، تعيش فيها 98% من الكائنات البحرية النباتية والحيوانية، وهي واحدة من أكثر المناطق تنوعاً بيولوجياً على الأرض. تختلف الكائنات التي تعيش في القاع عن تلك الموجودة في مناطق أخرى من البحر بسبب ارتفاع ضغط الماء وقلة ضوء الشمس. لذلك، تعتمد هذه البيئة في نموها على المواد العضوية والعوالق النباتية، وتلعب دوراً مهماً في تحليل المواد العضوية. [7]
من أنواع الكائنات القاعية: [7][8]
- الإنفونا (Infauna): حيوانات تعيش مدفونة في الرمال أو الطين أو الرواسب، أو في أصدافها. تملك زوائد دقيقة للحفر والاختباء، وخياشيم خارجية للتنفس. أمثلة: المحار، وسمك القوبيون، وسلطعون البازيلاء، والروبيان الشبح، والديدان.
- قاعيّات فوقيّة (Epifauna): حيوانات تعيش عالقة بالصخور أو تتحرك فوق القاع. تستخدم وسائل حماية أخرى كالتغيير اللوني أو امتلاكها أسلحة سامة. أمثلة: سمك الهلبوت، الأخطبوط، الحبار، (Torpedo ray).
- السّوابح (Nekton Benthos): حيوانات تسبح فوق القاع وتتحرك بسهولة. أمثلة: الجمبري، والسمك المفلطح القاعي.
تتميز معظم الكائنات القاعية بهياكل خارجية تستخدمها كمأوى وحماية، مثل الشعاب المرجانية. تتغذى هذه الكائنات عن طريق ترشيح المياه وابتلاع الرواسب والمواد العضوية والملوثات، مما يساهم في الحفاظ على جودة المياه. أمثلة: المحار الصلب، وبلح البحر، والإسكالوب. تساهم البكتيريا القاعية أيضاً في تحليل المواد العضوية والحفاظ على جودة المياه. [7]
ظاهرة اتساع قاع المحيطات
تُعرف ظاهرة اتساع قاع البحر بأنها ظاهرة جيولوجية تحدث على طول قمم المحيطات، عندما تنفصل الصفائح التكتونية عن بعضها بسبب الحمل الحراري في أعماق الأرض. تنتقل التيارات الحرارية من الوشاح الأرضي واللب إلى الغلاف الصخري، مما يتسبب في تشقق القشرة وتسرب الصهارة الساخنة عبر الكسور. تبرد هذه الصهارة لاحقاً وتشكل صخوراً نارية، مما يضيف صخوراً جديدة للقشرة ويزيد من اتساعها. بسبب التيارات الحرارية، تصبح القشرة أقل كثافة، وترتفع المواد الأقل كثافة لتشكل جبالاً أو مناطق مرتفعة في قاع البحر. وفي المقابل، تحدث عملية اندساس لحافة الصفيحة الأكثر كثافة تحت المنطقة الأقل كثافة، وتنصهر في الوشاح، مما يحافظ على شكل الأرض. [9]