أسباب نزول آيات من سورة الأحزاب

استعراض لأسباب نزول بعض آيات سورة الأحزاب الكريمة، مع ذكر الروايات المختلفة لكل آية.

فهم أسباب نزول آيات من سورة الأحزاب

تُعرف سورة الأحزاب بعمقها وتنوع مواضيعها، فهي لم تنزل دفعة واحدة، بل تتضمن آيات نَزلت في سياقات مختلفة، مما يبرز أهمية فهم أسباب نزولها لفهم مدلولاتها بدقة. هذا النص يُلقي الضوء على بعض هذه الأسباب، معتمداً على روايات متعددة.

آيات سورة الأحزاب وأسباب نزولها

الآيةالنص القرآنيسبب النزول
الآية الأولى (١)(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّـهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ)تتعدد الروايات حول سبب نزول هذه الآية. فمنها ما يربطها بسلوك النبي ﷺ مع المنافقين في المدينة، ومنها ما يذكر زيارة أبي سفيان وآخرين بعد غزوة أحد، وثمة رواية أخرى تُشير إلى ضغوط من أهل مكة للعودة عن دعوته.
الآية الرابعة (٤)(مَّا جَعَلَ اللَّـهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّـهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)ينقسم سبب نزول هذه الآية إلى قسمين: الأول يتعلق بجميل الفهري الذي ادعى امتلاك قلبين، والثاني يتعلق بإبطال التبني في الإسلام، وذلك في قصة زيد بن حارثة.
الآية الثالثة والعشرون (٢٣)(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)تُشير هذه الآية إلى الصحابة الأبرار الذين وفوا بعهودهم مع الله، ويذكر منها أنّس بن النضر الشهيد في غزوة أحد، وغيره من الصحابة الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الله.
الآية الثالثة والثلاثون (٣٣)(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)تختلف الروايات حول من نزلت هذه الآية فيه، فمنهم من يقول إنها نزلت في أزواج النبي ﷺ، ومنهم من يرى أنها شملت النبي ﷺ، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين.
الآية الخامسة والثلاثون (٣٥)(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)تُشير الروايات إلى أن سبب نزول هذه الآية هو سؤال وجه للنبي ﷺ بخصوص عدم ذكر النساء في بعض آيات القرآن الكريم كما ذُكر الرجال.
الآية الواحدة والخمسون (٥١)(تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ)تُفسر هذه الآية في سياق غيرة بعض زوجات النبي ﷺ وطلبهن بزيادة النفقة، فأمر الله تعالى النبي ﷺ بتخييرهن بين الدنيا والآخرة.
الآية الثالثة والخمسون (٥٣)(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا)تُفسر هذه الآية في سياق وليمة أقامها النبي ﷺ بعد زواجه بزينب بنت جحش، حيث أطال بعض الصحابة الجلوس بعد الطعام، مما سبب إزعاجاً للنبي ﷺ.
الآية الثامنة والخمسون (٥٨)(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)تتعدد الروايات حول سبب نزول هذه الآية، فمنها ما يربطها بسلوك عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع امرأة متبرجة، ومنها ما يُشير إلى إيذاء المنافقين لعلي رضي الله عنه.

يُلاحظ أنّ هذه الأسباب ليست حصرية، بل تُعدّ مجموعة من الروايات المتواترة من المصادر الحديثية والتفسيرية، وكلّها تُسهم في إثراء فهم سياق نزول هذه الآيات الكريمة في سورة الأحزاب.

Total
0
Shares
المقال السابق

تنزيل سورة القصص: سياق وآيات

المقال التالي

نزول سورة الأعلى: دراسة في الأسباب والتسمية

مقالات مشابهة