فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
عوائق استجابة الدعاء: المال الحرام | المال الحرام |
إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر | الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر |
تأثير الذنوب والمعاصي على قبول الدعاء | الذنوب والمعاصي |
التسرع في طلب الإجابة وترك الدعاء | التسرع في طلب الإجابة |
الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم | الدعاء بما فيه إثم |
حكمة الله في عدم الاستجابة الفورية | حكمة الله |
عوائق استجابة الدعاء: المال الحرام
يتطلب الدعاء المُستجاب قلبًا سليمًا، مُخلصًا لله تعالى. فأكل المال الحرام، سواء كان ربا أو سرقة أو غيرها من طرق الكسب غير المشروع، يُسبب قسوة القلب ويُبعده عن الخشوع لله. هذا القلب الملوث بالمعاصي، يصعب عليه أن يتقبل استجابة دعائه. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “((أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: (يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحاً، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، “المؤمنون: 51” وقالَ: (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ)، “البقرة: 172” ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟)).”[٢]
إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من يطلب الخير من الله تعالى، فعليه أن يُظهر هذا الخير في تعاملاته مع الآخرين. فمن لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، يُعاقبه الله تعالى بنفس العمل؛ يُحرم من الخير و لا يُبعد عنه الشر. كما جاء في الحديث الشريف: “((والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم)).”[٣]
تأثير الذنوب والمعاصي على قبول الدعاء
يحتاج الدعاء إلى قلبٍ خاشعٍ، مُتواضعٍ لله. فالمعاصي تُقسّي القلب وتمنعه من التوجه لله تعالى. ولن يتغير حال العبد ما لم يُصلح قلبه، قال تعالى: “((إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)).”[٤]
التسرع في طلب الإجابة
من أخطاء بعض الداعين، التسرع في طلب الاستجابة. فالدعاء ليس أمرًا، بل هو توسلٌ لله تعالى. يجب على الداعي أن يُظهر خشوعه و حاجته، وأن يكون مُلحًا في دعائه دون أن يأمر الله تعالى. فمن ترك الدعاء بعد طلب الإجابة بسرعة فقد يُحرم من الاستجابة. فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “((يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)).”[٥]
الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم
الدعاء عبادةٌ، يجب أن تكون خالصة لله تعالى. فمن دعا الله تعالى بإثمٍ أو بقطيعة رحمٍ، فإنّه يستخدم هذه العبادة في معصية الله تعالى، و أذية للخلق. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “((لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)).”[٦]
حكمة الله في عدم الاستجابة الفورية
الله تعالى لا يُضيّع دعاء عبده الطائع. فقد تُستجاب دعواتنا بطرقٍ أخرى غير التي نتوقعها. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “((ما مِنْ مُسلِمٍ يَدْعو بدعوةٍ ليسَ فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاهُ اللهُ إِحْدى ثلاثٍ: إمَّا أنْ يُعَجِّلَ لهُ دعوتَهُ، وإمَّا أنْ يدَّخِرَها لهُ في الآخِرةِ، وإمَّا أنْ يصرِفَ عنهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَها)).”[٧]
لذا، فإنّ استجابة الدعاء تأتي إما في الدنيا، أو تدخر ثوابها في الآخرة، أو يصرف الله تعالى عن الداعي سوءًا كان سيقع به.
المراجع
- سورة النمل ، آية:62
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1015، صحيح.
- رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:2169، حسن.
- سورة الرعد ، آية:11
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6340، صحيح.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2735، صحيح.
- رواه الألباني ، في صحيح الترغيب والترهيب، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:1633، حسن صحيح.