أسباب جواز تعدد الزوجات في الإسلام

حكمة الشريعة الإسلامية في تنظيم الحياة الزوجية

تُظهر الشريعة الإسلامية حكمةً بالغةً في تنظيم شؤون الحياة، ساعيةً إلى تحقيق السعادة والاستقرار للفرد والمجتمع. لم تترك الشريعة أي جانب من جوانب الحياة البشرية دون تنظيم، بل وضعت للمشكلات والصعوبات حلولاً عادلةً، تضمن بها حياة كريمة سعيدة، خالية من الشقاء والمعاناة. ومن خصائص الشريعة الإسلامية صلاحيتها للتطبيق عبر الزمان والمكان، فهي تشريعات إلهية لا تتغير بمرور الأيام، بل تبقى صالحة لكل زمان ومكان.

نصوص شرعية حول تعدد الزوجات

أقرّ الإسلام تعدد الزوجات، وقد جاء ذلك واضحاً في نصوص قرآنية كريمة، منها قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)[١]. وقد نزلت هذه الآية الكريمة في سياق معالجة موقف يتيمات يخشى على حقهن في الزواج والنفقة، فجاء التّرخيص بتعدد الزوجات لتحقيق العدل والمساواة وتجنب المظالم.

الحِكم والأسباب وراء جواز تعدد الزوجات

لم يشرع الإسلام أي حكم إلا ولأسباب حكيمة، وقد تتجلى هذه الأسباب بوضوح في بعض الأحيان، وقد تحتاج إلى دراسة وتفكر. ومن أهم الأسباب التي أوجبت جواز تعدد الزوجات:

• العقم: إذا كانت الزوجة عاقراً، فإن تعدد الزوجات يُمكّن الزوج من الإنجاب وإشباع رغبته في الذرية، مع الحفاظ على حقوق زوجته الأولى.
• اختلال التوازن بين الجنسين: قد يحدث في بعض الأحيان، بسبب الحروب والكوارث، اختلال في التوازن العددى بين الرجال والنساء، مما يؤدي إلى زيادة عدد النساء غير المتزوجات، فيكون تعدد الزوجات حلاً مناسباً لتلك المشكلة.
• مرض الزوجة: إذا كانت الزوجة مريضة ولا تستطيع تلبية حاجات زوجها الشرعية، فإن التعدد يُعدّ سبيلًا للحفاظ على الزوج من الوقوع في المحرمات.
• قوة الشهوة: في حالات قوة الشهوة الجنسية عند الزوج، حيث لا تكفيه زوجة واحدة، يُعدّ التعدد حلاً شرعياً يُجنبه الوقوع في الفاحشة والمعاصي.

المراجع