مقدمة
يعتبر العقل البشري نظامًا معقدًا يعمل بطريقة مشابهة للحاسوب، حيث يقوم باستقبال البيانات، وتجهيزها، وتخزينها، ثم استرجاعها عند الحاجة. ونظرًا لأهمية هذه العمليات في حياة الفرد ونجاحه، فمن الضروري استكشاف الأساليب والتدريبات التي تساهم في تعزيز الذاكرة وتحسين أدائها. هذا المقال يقدم مجموعة من الاستراتيجيات والنصائح التي يمكن أن تساعد في تقوية الذاكرة وتنشيطها.
طرق تحسين الذاكرة
هناك العديد من الممارسات والأساليب التي يمكن أن تساهم في تحسين الذاكرة وتنشيطها. هذه الأساليب تهدف إلى تعزيز قدرة الفرد على تذكر واسترجاع المعلومات بكفاءة عالية عند الحاجة إليها. من بين هذه الطرق:
- استرجاع الذكريات الماضية: محاولة استعادة تفاصيل من الماضي، مثل أحداث أو فترات زمنية معينة، والتركيز على العناصر التي كانت موجودة في تلك الفترة.
- تطوير الأنشطة المعززة للذاكرة: ممارسة الأنشطة التي تحفز الذاكرة وتساعد على تنشيطها.
- تعلم مفاهيم جديدة: وضع خطة لتعلم مواضيع ومصطلحات جديدة باستمرار، مما يساعد على توسيع المخزون المعرفي للذاكرة.
- استخدام الرموز الدلالية: الاعتماد على الأفكار التي تحتوي على رموز دلالية مثل الألوان أو الخرائط الذهنية لتسهيل التذكر.
- التحليل الشامل: محاولة رؤية الأمور من جميع الزوايا واستكشاف التفاصيل الدقيقة، فكلما زادت التفاصيل التي يحتفظ بها الشخص، كلما تحسنت قدرته على التذكر.
تمارين مقترحة من أسامة الهتيمي
يقترح أسامة الهتيمي مجموعة من التمارين التي تساهم في تقوية الذاكرة وتنشيطها، وتتضمن:
- برنامج التذكر بالملاحظة: يقوم هذا البرنامج على كتابة قائمة تتضمن اثنتي عشرة كلمة مختلفة، ثم النظر إليها لمدة دقيقتين فقط. بعد ذلك، يتم إغلاق القائمة ومحاولة تذكر الكلمات الموجودة فيها. مع التكرار، سيتمكن الشخص من تذكر الكلمات بترتيبها.
- برنامج التكرار: يعتمد هذا البرنامج على تكرار الكلمات أو المصطلحات لمرات عديدة. التكرار يساعد على التذكر، كما يحدث في الإعلانات التجارية التي تكرر الرسائل التسويقية.
- الكتابة والتدوين: استخدام الكتابة لتدوين المعلومات التي يحاول الشخص تذكرها. وقد روي أنّ الإمام أحمد بن حنبل – رضي الله عنه- قال: (حدَّثنا قوم عن حفظهم، وقوم من كتبهم، فكان الذين حدّثونا من كتبهم أتقن).
- التغذية السليمة: الاهتمام بنوعية الطعام المتناول، فالغذاء يلعب دوراً هاماً في تغذية الدماغ. نقص أحماض أوميجا 3 يضعف تغذية الدماغ وبالتالي يؤثر في ضعف الذاكرة بشكل عام. هذه الأحماض موجودة في الخضراوات والفاكهة الطازجة، والبيض، والجوز.
- الراحة اللازمة: الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم، حيث يحتاج الإنسان إلى 8 ساعات من النوم يومياً، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة والمشي والجري.
عوامل أساسية لتقوية الذاكرة
هناك عدة عوامل تساهم في تقوية الذاكرة وتحسينها، ومن بينها:
- الانتباه: يستقبل الإنسان يومياً العديد من المثيرات الحسية، ولكن القليل منها فقط يدخل في منطقة الوعي. الانتباه هو توجيه الشعور نحو موقف معين، ولذلك يجب على الشخص أن يكون منتبهاً بدرجة عالية إذا أراد تذكر شيء ما. الانتباه يتطلب الاهتمام والملاحظة والإنصات.
- الإدراك: هو إحساس الفرد بما يدور حوله من أمور وأحداث، واستقبال المؤثرات، ثم فهمها وتحليلها. الإدراك يعني كيفية فهم المعلومات التي استقبلها الشخص عن طريق حواسه. متطلبات الإدراك هي المثيرات الخارجية والحواس السليمة.
- التركيز: هو أعلى درجات الانتباه، ويعني تفكير الشخص في شيء واحد فقط وعدم الانشغال بأي شيء آخر. يتطلب التركيز عدم السرعة في إنجاز العمل وتجنب المشتتات.
- التكرار: هو عملية الإلحاح المستمر على الذاكرة بتكرار المعلومة أو الحدث. تستخدم وسائل الإعلام هذا الأسلوب في الحملات الدعائية والإعلانات.
- تدوين الملاحظات: تدوين الملاحظات أثناء الاستماع أو القراءة يساعد على استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها لفترة أطول. كما يشعر الطرف الآخر بالاهتمام والثقة.
أنواع الذاكرة
تتكون الذاكرة البشرية من ثلاثة أنواع رئيسية:
- الذاكرة الحسية: تستقبل المعلومات من الحواس وتحتفظ بها لثوانٍ قليلة فقط.
- الذاكرة قصيرة المدى: تحتفظ بعدد محدود من المعلومات لثوانٍ معدودة، ثم يتم نسيانها أو إرسالها إلى الذاكرة طويلة الأمد.
- الذاكرة طويلة المدى: يمكن أن تخزن عدداً غير محدود من المعلومات لفترات طويلة، ويتم العمل على تقويتها باستمرار.
المراجع
- خالد عبده السلطان (2015م)،الذاكرة وفنون الحفظ(الطبعة الأولى)، مكتبة الألوكة، صفحة 46 – 47، جزء 1.
- أسامة الهتيمي (10 – 12 – 2012م)،”كيف تقوي ذاكرتك“،الألوكة.
- مدحت محمد أبو النصر (2009م)،قوة التركيز وتحسين الذاكرة(الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 69 – 73، جزء 1.
- مادلين – آلين،مهارات تنشيط الذاكرة(الطبعة الأولى)، الرياض – المملكة العربية السعودية: دار المعرفة للتربية البشرية، صفحة 23 – 24، جزء 1.