أريحا: جوهرة الشرق الأقدم

أريحا بين أقدم المدن العربية

صنفت صحيفة التلغراف البريطانية إحدى عشرة مدينة عربية ضمن أقدم مدن العالم، وقد جاءت أريحا في مقدمة هذه القائمة، متبوعة بمدن أخرى مثل جبيل، وحلب، ودمشق، والقدس، وغيرها. يُظهر هذا التصنيف المكانة التاريخية البارزة لأريحا، ليُثبت أنها ليست مجرد مدينة عربية قديمة، بل تُعدّ من أقدم المدن على مستوى العالم.

موقع أريحا ودورها التاريخي

تقع أريحا، المعروفة باسم “مدينة القمر” لدى الكنعانيين و”يريحو” عند اليهود، في الضفة الغربية على مقربة من نهر الأردن، شرق فلسطين وشمال البحر الميت. يعود تاريخ هذه المدينة إلى ما يزيد عن عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، مما يجعلها أقدم مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض. كما تُعتبر أريحا أخفض منطقة على سطح الكوكب، بعد أن خسف الله سبحانه وتعالى قوم لوط بها.

حضارات سكنت أريحا عبر العصور

شهدت أريحا استيطانًا بشريًا متواصلًا عبر آلاف السنين، بدءًا من العصر الحجري حيث امتاز سكانها بالزراعة والاستقرار. خضعت المدينة خلال تاريخها الطويل لحكم العديد من الحضارات والدول، من بينها الحضارات الفرس، والصليبية، والرومانية، بالإضافة إلى الفترات الإسلامية والعربية. فقد خضعت للحكم الإسلامي في عهد معاوية بن أبي سفيان، ثمّ احتلها الصليبيون قبل أن يستعيدها صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، لتخضع لاحقًا للحكم العثماني، ثم البريطاني، قبل أن يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي.

مناخ أريحا: بين الحرارة والاعتدال

بسبب موقعها في غور الأردن، تتميز أريحا بمناخها الحار والجاف صيفًا، والمعتدل شتاءً. وتُعتبر وجهة سياحية مميزة خلال فصل الشتاء، حيث تجذب السياح بفضل مناخها المعتدل. وقد ساهم هذا المناخ في جعلها منطقة زراعية خصبة، معروفة بزراعة الحمضيات والتمور.

معالم أريحا التاريخية والسياحية

تُعد أريحا مدينةً سياحيةً جذابة، بفضل تاريخها العريق ومعالمها التاريخية المتنوعة. ومن أهم هذه المعالم:

• قصر هشام: أحد أهم المعالم السياحية، بناه هشام بن عبد الملك، ويُعرف بجمال زخارفه وفسيفسائه التي تُبرز فن العمارة الإسلامية.
• دير قرنطل: بني عام 1892م، ويقع شمال أريحا.
• نعران: مدينة بيزنطية صغيرة تقع شمال غرب أريحا.
• البحر الميت: منطقة طبيعية مميزة، تُعرف بمياهها المالحة وخصائصها العلاجية، لكنها تواجه خطر الجفاف.