أروع قصائد الشنفري الأزدي

نظرة متعمقة في ثلاث من أشهر قصائد الشاعر الجاهلي الكبير الشنفري الأزدي، مع تحليل لأسلوبه الشعري المميز.

فهرس المحتويات

المقطعالعنوان
قصيدة: إن بالشعب الذي دون سلعتحليل لقصيدة الانتقام
قصيدة: أقيموا بني أمي صدور مطيكمرحلة الشنفري مع قبيلته
قصيدة: ألا أم عمرو أجمعت فاستقلتمديح الشنفري لجارتة

تحليل لقصيدة الانتقام

تُعدّ قصيدة “إن بالشعب الذي دون سلع” من أبرز قصائد الشنفري، حيث يُعبّر فيها عن مشاعره الغاضبة بعد مقتل قريبه. تُبرز القصيدة براعة الشنفري في وصف المشهد، بدءاً من مكان الحادث وصولاً إلى تفاصيل الانتقام. يبدأ الشنفري بوصف موضع القتل “إِنَّ بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ لَقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ”. ثمّ يستعرض الأحداث التي تلت ذلك، مشيراً إلى مُطاردة القتلة وتحمّله عبء الثأر بنفسه “خَلَّفَ العِبءَ علَيَّ وَوَلّى أَنَا بِالعِبءِ له مُستَقِلُّ”. يَصِفُ الشاعر بمُهارةٍ خصائص البطولة والشجاعة التي يتمتع بها: “يَابِسَ الجَنبَينِ من غَيرِ بُؤسٍ نَدِيُّ الكَفَّينِ شَهمٌ مُدِلُّ”. ثمّ ينتقل لوصف مُطاردة القتلة، والتي تُشبه مُطاردة الأسد للفريسة. يتخلّل القصيدة وصف لأيام صعبةٍ قضاها الشاعر في صحراء قاسية: “بَزَّنِي الدَّهرُ وَكانَ غَشُوماً”. و يُختم بانتصاره على أعدائه “فَادَّرَكنا الثَّأرَ مِنهُم”. ووصف احتفاله بالنصر على أعدائه بِشُرب الخمر، رغم كونها حرامًا في ذلك الوقت: “حَلَّتِ الخَمرُ وَكانَت حَرَاماً وَبِلأيٍ ما أَلَمَّت تَحِلُّ”.

رحلة الشنفري مع قبيلته

تُبرز قصيدة “أقيموا بني أمي صدور مطيكم” جانبًا آخر من شخصية الشنفري، وهو ولائه لقبيلته ورغبته في السفر معهم. يبدأ الشنفري بِدعوةِ قومه للسفر “أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ”. يُظهر الشاعر حِسّه بالمسؤولية والمحبة لقبيلته من خلال وصفِهِ لِمُسَاعَدَتِهِ لَهُم في أوقاتِ الحاجة: “وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ”. يَصِفُ الشاعر أيضاً أصدقاءهَ المخلصينَ الذين يُرافقونهُ في رحلتهِ “ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ”. تُضفي القصيدةُ صورًا بَديعةً لِلطبيعةِ والبيئةِ الصحراويةِ، مُظهِرةً براعةَ الشاعرِ في وَصْفِ المَشَاهِدِ والأَحاسيسِ. وتنتهي القصيدةُ بِرَسْمِ صورةٍ لِلشاعرِ وهوَ يُحاوِلُ التكيُّفَ معَ ظُروفِ الحياةِ الصعبةِ وَالتَغَلُّبِ على المُشَكِلاتِ.

مديح الشنفري لجارتة

أما قصيدة “ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت” فتُظهر جانبًا آخر من موهبة الشنفري، ألا وهو المدح. في هذه القصيدة، يُمَجّد الشاعر جارته أم عمرو، مُشيداً بأخلاقها الحميدة وحسن سلوكها. يبدأ الشنفري بِتَحيّةٍ لِجارِتِهِ “أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ”. ثمّ يَصِفُ مَشيَتَها وَحِلْمَها، مُظهِراً إعجابَهُ بِأخلاقِها الرفيعةِ “لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ”. يُشيدُ بِكَرَمِها وجودِها، مُسْتَخدِماً صُوَراً شِعْرِيّةً بَديعةً لِلوَصْفِ: “تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ”. ويُختم بِمَديحٍ لِأُسْرَتِها وَحَياتِها السعيدةِ: “فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَ نَابِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ”. تُعتبر هذه القصيدةُ مِنْ أَجْمَلِ قصائِدِ المدْحِ في الشِّعرِ الجاهليِّ، وَتُظهِرُ بَراعةَ الشَّنَفَرِيِّ في انتِقاءِ الكَلِمَاتِ وَتَركيبِ الجُمَلِ لِخَلقِ صُوَرٍ شِعْرِيّةٍ بَديعةٍ.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

روائع شعر ابن خفاجة: ثلاث قصائد خالدة

المقال التالي

قصائد الشاعر الطغرائي الخالدة

مقالات مشابهة

أهمية المعرفة والبحث العلمي

المعرفة هي أساس التطور والتقدم. المعرفة مصدر قوة للمجتمعات. المعرفة تتطلب تصميمًا قويًا. المعرفة هي أساس رفاهية الفرد وسعادته. المعرفة هي الخير، وبحر واسع لا حدود له، يحمل في طياته كل ما هو جيد.
إقرأ المزيد