جدول المحتويات
أركان علم البيان: الأساس الذي يُبنى عليه جمال الكلام
تُعرف أركان علم البيان بأنها الأسس التي تُبنى عليها فنون البلاغة، وهي تشمل التشبيه والمجاز والاستعارة. تُستخدم هذه الأركان لضبط جمال الكلام، وتحقيق التأثير المنشود على القارئ أو السامع. يُمكن أن تُقارن هذه الأركان بأدواتٍ فنية تُستخدم لِصقلِ العمل الفنيّ وتجعله مُمتعًا مُذهلًا.
التشبيه: ربط الأشياء بِمُشابهةٍ
التشبيه هو ربط شيء بشيءٍ آخرِ على أساسِ مُشابهةٍ بينهما في صفةٍ أو أكثر. يُعتمد في التشبيه على إبرازَ صفاتِ المُشبه بِتَشبيهِهِ بشيءٍ معروفٍ للسامع أو القارئ، مما يُساعد على فهمِ معنى الكلام بِوضوحٍ، وإعطاءه جمالًا خاصًا.
يَتكوّن التشبيه من أربعةِ أركانٍ أساسيةٍ:
- المُشبّه: هو الشيء الذي يُراد تشبيهه بشيء آخر.
- المُشبّه به: هو الشيء الذي يُشبه به المُشبّه.
- أداة التشبيه: تُستخدم لربط المُشبّه بالمُشبّه به، مثل “ك” أو “مثل” أو “يُضاهي” أو ما شابه.
- وجه الشبه: هو الصفة أو الصفات التي تُشترك بين المُشبّه والمُشبّه به.
مثال على التشبيه: “الفتاةُ مثلُ البدرِ في جمالِه”.
- المُشبّه: الفتاة
- المُشبّه به: البدر
- أداة التشبيه: مثل
- وجه الشبه: الجمال
المجاز: لغةٌ تَعبرُ عن المعاني بِألفاظٍ غير مُعتادةٍ
المجاز هو استخدام كلمةٍ لِدَلالةٍ غيرِ دلالَتهاِ الحرفيةِ، وذلك لِوجودِ مُناسبَةٍ بينهما. يُمكن فهمُ المجاز كاستخدامِ رمزٍ لِتمثيلِ معنىٍ آخرَ. هذا يُعطي الكلام عمقًا وجمالًا خاصًا، ويساعد على فهمِ المعاني بِطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ.
يُقسم المجاز إلى عدة أنواع، بعضها:
- الجُزئية: يُوصف الشيء باسمِ جُزئه، لكنّ المُراد الكلّ، مثل: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}[5]، وهنا المُراد تحرير العبد من عبوديته، فالرقبة (الجزء) تُشيرُ إلى العبد (الكلّ).
- الكُليّة: يُوصف الشيء باسمِهِ كله، لكنّ المُراد الجُزء، مثل: {يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم}[6]، وهنا المُراد الأطراف وليسَ الأصابع نفسها.
- السببيّة: يُذكرُ السبب والمُراد المُسبب، مثل: “رعينا الغيث” أي المطر، فالغيث سبب ظهور النبات الذي يُرعى.
- المُسببيّة: يُذكر المُسبب والمُراد السبب، مثل: “أمطرت السماء نباتًا” والمُراد الغيث، فالنبات يُسبب الغيث.
- المحليّة: يُذكرُ لفظُ المحل والمُراد الحال فيه، مثل: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}[7]، فالمجاز في كلمة (نعيم)، حيثُ يُشيرُ إلى الحال في مكانٍ هو (الجنّة).
- الحالّية: يُذكر الحال والمُراد المحل، مثل: “الناس مزدحمة” والمُراد الشارع مزدحم بالناس.
- اعتبار ما كان: يُسمى الشيء بالاسم الذي كان عليه، مثل: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}[8]، والمُرادُ هو الذي كان يتيمًا، ثم وصل سن الرشد.
- اعتبار ما يكون: يُسمى الشيء بالاسم الذي سيُصبح عليه، مثل: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[9]، والمُراد هو العنب الذي سيُعصّر ثم يُصبح خمرًا.
الاستعارة: تشبيهٌ بليغٌ يُخفي أحدَ طرفيه
الاستعارة هي تشبيهٌ مُختصرٌ، حُذفَ منه أحدُ طرفيه، مُشبّهٌ أو مُشبّهٌ به. تُستخدم الاستعارة لِإضفاءِ جمالٍ خاصٍ على الكلام، وِإثارةِ مشاعرِ السامع أو القارئ.
يُقسمُ الاستعارة إلى نوعين:
- الاستعارة التصريحية: تُحذف فيها المُشبّه ويُذكرُ المُشبّهُ به، مثل: “نسي الطين ساعة أنّه طين” (الشاعر يُشبّه الإنسان بالطين).
- الاستعارة المكنية: تُحذف فيها المُشبّهُ به ويُذكرُ المُشبّه، مثل: “حدثني التاريخ عن أمجاد أمّتي فشعرت بالفخر”، (المُراد هنا الإنسان الذي يُحدثُ، لكنّهُ مُحذوفُ ويُذكرُ التاريخ).
المراجع
- د. عبد العزيز عتيق، كتاب علم البيان، صفحة 61 – 64. بتصرّف.
- د. عبد العزيز عتيق، كتاب علم البيان، صفحة 64. بتصرّف.
- د. عبد العزيز عتيق، كتاب علم البيان، صفحة 80 – 101. بتصرّف.
- د. مصطفى هدارة، كتاب علم البيان، صفحة 59 – 62. بتصرّف.
- سورة النساء، آية:92
- سورة البقرة، آية:19
- سورة الانفطار، آية:13
- سورة النساء، آية:2
- سورة يوسف، آية:36
- د. عبد العزيز عتيق، كتاب علم البيان، صفحة 176. بتصرّف.