أركان الشكر
ما هو مفهوم الشكر؟
الشكر هو امتنان القلب، وتعبيره باللسان والجوارح، وهو واجب على كل مسلم، فالشكر هو القيام بالطاعات والتقرب إلى الله عز وجل بكل أنواع العبادات الظاهرة والباطنة المحببة إلى الله عز وجل. الشكر ليس كلاماً وإنما بالفعل والقول الصادق، واليقين بأن الله هو الذي أعطانا هذه النعم ومنَّ به علينا. شكر الله هو سبب لزيادة فضله، والشكر للقلب محبة وإنابة، وللسان حمد، وللجوارح طاعة، فمن أناب رجع إلى الله عز وجل، واستحق محبته.
يشمل الشكر أيضاً مساعدة الضعيف من قبل القوي، ومساعدة الفقير من قبل الغني، وإقامة العدل من قبل صاحب المنصب. كما أن من شبعان عليه أن يعطي من يشعر بالجوع. عندها يبارك الله عز وجل بالنعمة، ويزيد صاحبها، فبالشكر تدوم النعم، مع أهمية الجمع بين شكر القلب بالرضا عن الله عز وجل، وشكر العمل بأن يعطي ويفيض بالنعم التي أسبغها الله عليه على من فقدها.
أركان الشكر لله سبحانه وتعالى
الشكر لله عز وجل يدور على ثلاثة أركان رئيسية:
حمد باللسان
بذكر الله الواحد الأحد، والثناء على الله باللسان، فمن منَّ الله عليه بالنعمة وجب عليه شكره، واستغلالها فيما يرضي الله عز وجل. قال تعالى:(اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾،[٤] فيشكر الإنسان الله على نعمة ويدعوه بتثبيتها.
حمد بالجوارح والأركان
شكر الله عز وجل بفعل الطاعات، وتسخير الأعضاء والبدن في عبادة الله، واستغلال نعمة العافية في طاعة الله، والبعد عن المعاصي، قال تعالى:﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)،[٥] فمن أسرف على نفسه وجب عليه الرجوع إلى الله والتوبة، وشكر الله، فإن الله غفور رحيم، يغفر جميع الذنوب إذا صدق العبد نيته، وهذه نعمة أوجبت الشكر لله.
حمد بالجَنان
أي العلم بأن الله عز وجل هو من أعطانا هذه النعم، وهو من يسلبنا إياها، وهو الذي يميت ويحيي. أعطانا نعمة الولد فيجب علينا شكره بتربيته على كتاب الله وسنة رسوله، ونعمة الزوجة الصالحة، ونعمة الجاه والمنصب نستغلها بما يرضي الله، وفي مساعدة الناس وتفريج كرباتهم، ونعمة المال يكون الشكر عليها بالعطاء. هكذا يكون شكر النعم لله عز وجل في القلب.
ثمرة من ثمرات الإيمان
يتحقق الرضا عن الله برضا الإنسان عما أعطاه الله عز وجل أو منعه. قال تعالى:(وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ)،[٦] والشكر ثمرة من ثمرات الإيمان. شكر العباد حق لهم، وشكر الله عز وجل الذي أنعم بالنعم جميعها على الإنسان واجب. أنعم على الإنسان بالصحة والأمن، وسخر له كل ما في الأرض.
نِعم الله على الإنسان لا يحس بها إلا من فقدها. إن فقد الإنسان المال أحس بقيمة هذه النعمة، وإن وجدها نسي. وعندما يؤلم الإنسان شيء يحسّ بقيمة الصحة. فشكر الله على النعم يكون بالعطاء والبذل، وإعطاء من حُرِم من هذه النعم.
المراجع
- عمر عبدالكافي، شرح كتاب الفوائد، صفحة 11. بتصرّف.
- أبتعلي الطنطاوي، تعريف عام بدين الإسلام، صفحة 90. بتصرّف.
- عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 9. بتصرّف.
- سورة سبأ، آية:13
- سورة الزمر، آية:53
- سورة النمل، آية:40