فهرس المحتويات
- تعريف الزكاة ومدلولها اللغوي والاصطلاحي
- حكم الزكاة ودلائلها الشرعية
- شروط وجوب زكاة المال
- الأموال التي تجب فيها الزكاة
- أصناف المستحقين للزكاة
- مقادير الزكاة وأنواعها
- حكمة مشروعية الزكاة وفوائدها
- فضل الزكاة وثوابها العظيم
تعريف الزكاة ومدلولها اللغوي والاصطلاحي
في اللغة العربية، تُشير كلمة “زكاة” إلى النمو والزيادة، كما في قول الله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ [الشمس: 9]، أي طهرها من الذنوب. كما تحمل معنى الطهارة والتنقية. أما اصطلاحاً، فهي حقٌّ مُحدّدٌ يُجبى من أموالٍ مُعيّنة، وفق شروطٍ مُحددة، ويُصرف لأشخاصٍ مُحددين، في أوقاتٍ مُعينة.
حكم الزكاة ودلائلها الشرعية
تُعدّ الزكاة ركناً أساسياً من أركان الإسلام الخمسة، بعد الشهادتين والصلاة. وقد ثبت وجوبها في القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع. قال الله تعالى: ﴿وَآتُواْ الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43]. كما ورد في السنة النبوية الشريفة ما يدل على وجوبها، مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترَدّ في فقرائهم) [رواه مسلم]. وقد أجمع المسلمون عبر العصور على وجوبها عند توافر شروطها.
إنّ من يمنع الزكاة يعاقب في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: 34-35].
شروط وجوب زكاة المال
تتطلب زكاة المال عدة شروط، منها: الإسلام، البلوغ والعقل، الملك التامّ، القدرة على التصرف في المال، بلوغ النصاب، حولان الحول (مدة عام قمريّ)، الخلو من الدين، والزيادة عن الحاجات الأساسية.
الأموال التي تجب فيها الزكاة
تُجبى الزكاة من عدة أنواع من الأموال، منها: النقدان (الذهب والفضة)، الزروع والثمار، عروض التجارة، الأوراق النقدية، الأنعام (الإبل، البقر، الغنم)، المعادن، والركاز (الدفائن).
يُحدد مقدار الزكاة في كل نوع من هذه الأموال حسب قواعد شرعية محددة.
أصناف المستحقين للزكاة
حدد الإسلام ثمانية أصناف للمستحقين للزكاة، وهم: الفقراء، المساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمون، في سبيل الله، وابن السبيل. قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
مقادير الزكاة وأنواعها
تختلف نسب الزكاة بحسب نوع المال. ففي الركاز الخمس (20%)، وفي الزروع والثمار التي تُسقى بغير كلفة العُشر (10%). أما ما فيه كلفة في السقي والبذر، فإنّ نسبتها نصف العشر (5%). وفي النقود وعروض التجارة، ربع العشر (2.5%). أما الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) فله حسابات خاصة تُحدد حسب عددها ونوعها.
حكمة مشروعية الزكاة وفوائدها
تتمثل حكمة فرض الزكاة في العديد من الفوائد، منها: تطهير النفس وتزكيتها، البركة في المال، تكفير الذنوب، تقوية الروابط الاجتماعية، سدّ حاجات الفقراء، منع الجرائم، شكر الله تعالى على نعمه، وإقامة مصالح المجتمع.
فضل الزكاة وثوابها العظيم
للزكاة فضائل عظيمة، فهي ركن من أركان الإسلام، تُستجلب بها البركة والخير والزيادة، وتُحقق النجاة من عذاب يوم القيامة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس) [رواه أحمد]. كما أنّها تُضاعف الأجر، وتُدفع العقوبات، وتجلب الخيرات، وتُساعد على نشر الإسلام والدفاع عنه.