أرض قوم عاد: تاريخهم، ومسكنهم، ونهاية حكمهم

استكشف تاريخ قوم عاد، موقعهم الجغرافي، نعم الله عليهم، وعاقبتهِم. رحلة عبر الزمن إلى حضارة عظيمة اختفت

مقرّ إقامة قوم عاد: أين عاشوا؟

استوطن قوم عاد وادي الأحقاف، كما ورد في القرآن الكريم: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ) [١][٢]. ويُعرّف الأحقاف لغوياً بأنه الكثبان الرملية الشاسعة. وقد حدد العلماء موقع الأحقاف في المنطقة الواقعة بين عمان وحضرموت [٣]. يُذكر أن قوم عاد هم قوم النبي هود -عليه السلام-.

وصفت المدينة العظيمة التي بنوها الله -تعالى- بـ (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) [٤]، أي ذات الأعمدة الشاهقة. تشير الآثار إلى وجود قصور ضخمة في جنوب الجزيرة العربية، تحديداً في الربع الخالي بالقرب من حضرموت. اشتهر قوم عاد بنحت الصخور لبناء قصورهم الشاهقة [٥][٦].

أصول ونسب قوم عاد: من أين أتوا؟

ينسب قوم عاد إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام-. فترة زمنية قصيرة تفصل بينهم وبين زمن سيدنا نوح -عليه السلام-. كان لقوم عاد علم بما حلّ بقوم نوح -عليه السلام- بسبب كفرهم بنبيهم وغضب الله عليهم بالطوفان العظيم [٧].

نعيم قوم عاد وخصائصهم: نعم الله عليهم

بعث الله -تعالى- النبي هود -عليه السلام- إلى قوم عاد يدعوهم لعبادته وحده. منحهم الله -تعالى- العديد من النعم، منها:

  • الاستقرار والأمن: مكّنهم الله في الأرض وجعلهم خلفاء، وألهمهم الأمن والقوة والسيادة السياسية، كما وهبهم قوة بدنية هائلة. يقول -تعالى-: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [٩].
  • التقدم العمراني والصناعي: تمتعوا بقدرات عمرانية وصناعية متقدمة، فبَنَوا قصورًا عظيمة، ونحتوا الجبال لبناء قصور فوق الأرض وتحتها.
  • القوة الزراعية: أَنعَمَ الله عليهم بالجنات والنخيل والمحاصيل الوفيرة. كانت قدرتهم الزراعية عالية لدرجة أنهم لم يحتاجوا لمساعدة القبائل المجاورة. رزقهم الله بالأنعام والأبناء والرزق الوافر.

هلاك قوم عاد: قصّة دمارهم

كذّب قوم عاد رسالة التوحيد التي جاء بها نبيهم هود -عليه السلام-. غرتهم قوتهم ومنعتهم وقدراتهم المادية، فاستكبروا وتجبّروا وتجاهلوا عقاب الله. [١٠]

ذكّرهم هود -عليه السلام- بعبادة الله وترك الأصنام، لكنهم أصرّوا على عنادهم. فأرسل الله عليهم ريحًا عاتية دمّرت قوم عاد دامت لعدة أيام. [١٠]

قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ* تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍّ* فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) [١١]. أهلكت هذه الريح كل من كفر برسالة هود -عليه السلام-.

المراجع

  1. سورة الأحقاف، آية:21
  2. محمد المقدم،تفسير القرآن الكريم، صفحة 2. بتصرّف.
  3. محيي درويش،كتاب إعراب القرآن وبيانه، صفحة 181. بتصرّف.
  4. سورة الفجر، آية:7
  5. إبراهيم الإبياري،الموسوعة القرآنية، صفحة 464. بتصرّف.
  6. أحمد حطيبة،تفسير أحمد حطيبة، صفحة 3. بتصرّف.
  7. أحمد حطيبة،تفسير أحمد حطيبة، صفحة 2. بتصرّف.
  8. زكريا سحول،قصة هود وصالح عليهما السالم دراسة موضوعية مقارنة، صفحة 23- 25. بتصرّف.
  9. سورة فصلت، آية:15
  10. أبمصطفى العدوي،سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10. بتصرّف.
  11. سورة القمر، آية:18- 21
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

موقع القلب في جسم الإنسان: دليل شامل

المقال التالي

قصّة أصحاب الكهف: موقعهم، عددهم، والعبر المستفادة

مقالات مشابهة